407
تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي

۵۹

الأصْلُ:

۰.الْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اللَّسْبَةِ .

الشّرْحُ:

اللَّسْبة : اللّسعة ، لَسَبْته العَقْرب بالفتح ، ولَسِبْت العسل بالكسر ، أي لعقْتُه .
وقيل لِسُقراط ؛ أيُّ السِّباع أجسر ؟ قال : المرأة .
وفي الحديث المرفوع : «استعيذوا باللّه من شِرار النِّساء ، وكونوا من خيارهنّ على حَذَر» . وقد تقدّم مِن كلام أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الكتاب ما هو شرحٌ وإيضاح لهذا المعنى ۱ .

۶۰

الأصْلُ:

۰.إِذَا حُيِّيتَ بِتَحِيَّةٍ فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا ، وإِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبِي عَلَيْهَا ، وَالْفَضْلُ مَعَ ذلِكَ لِلْبَادِئِ .

الشّرْحُ:

اللّفظة الأُولى من القرآن العزيز ۲ ، والثانية تتضمّن معنىً مشهورا .
وقولُه : «والفَضْل مع ذلك للبادئ» ، يقال في الكَرَم ، والحثّ على فِعلِ الخَيْر .

1.انظر : الخطبة ۷۹ ، ۱۵۳ .

2.وهو قوله تعالى في سورة النساء ۸۶ : «وَإذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أوْ رُدُّوهَا» .


تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
406

۵۸

الأصْلُ:

۰.اللِّسَانُ سَبُعٌ ، إِنْ خُلِّيَ عَنْهُ عَقَرَ .

الشّرْحُ:

وكان يقال : إن كان في الكلام دَرك ففي الصّمت عافية .
وقالت الحكماء : النّطق أشرَف ما خُصّ به الإنسان ؛ لأنّه صورتُه المعقولة الّتي بايَنَ بها سائرَ الحيوانات ، ولذلك قال سبحانه : «خَلَقَ الإنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ» ۱ ، ولم يقل : « وعلّمه » بالواو ؛ لأنّه سبحانه جَعَل قوله : «عَلَّمَهُ الْبَيَانَ» تفسيرا لقوله : «خَلَقَ الإنْسَانَ» ، لا عطفا عليه ؛ تنبيها على أنّ خلْقه له وتَخصِيصَه بالبيان الذي لو توهّم مرتفِعا لارتفَعْتْ إنسانيّته ، ولذلك قيل : ما الإنسانُ لولا اللّسانُ إلاّ بهيمةٌ مُهمَلة ، أو صورةٌ ممثَّلة .
وقال الشاعر :

لسانُ الفَتَى نصفٌ ونِصفٌ فؤادُهُفلم يَبقَ إلاّ صورة اللّحمِ والدَّمِ ۲
قالوا : والصّمت من حيثُ هو صَمْتٌ مَذْموم ، وهو من صفات الجَمادات ، فَضْلاً عن الحيوانات ، وكلامُ أمير المؤمنين عليه السلام وغيرِه من العُلَماء في مَدْح الصّمت محمول على مَنْ يسيء الكلامَ فيقَعُ منه جِنايات عظيمة في أُمور الدِّين والدّنيا ، كما رُوِي في الخبر : «إنّ الإنسان إذا أصبَح قالت أعضاؤه للسانِه : اتّق اللّهَ فينا ، فإنّك إن استقَمتَ نجوْنا ، وإن زُغْت هَلَكْنا» ، فأما إذا اعتُبر النُّطقُ والصَّمتُ بذاتَيْهما فقط فمُحالٌ أن يقال في الصمت فضلٌ ، فضلاً عن أن يخايَرَ ويقايَسَ بينه وبين الكلام .

1.سورة الرحمن ۳ و۴ .

2.ينسب لزهير ، من معلقته بشرح الزوزني ۹۴ .

  • نام منبع :
    تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
    سایر پدیدآورندگان :
    عبد الحمید بن هبة الله ابن ابی الحدید، به کوشش: سید عبد الهادی شریفی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5985
صفحه از 800
پرینت  ارسال به