الشّرْحُ:
وقيل لبعض الصالحين : ألك حاجةٌ إلى بغداد ؟ قال : ما أحبّ أن أبسط أملي حتى تذهب إلى بغداد وتعود .
وقال أبو عثمان النَّهدي : قد أتت عليّ ثلاثون ومئة سنةً ما من شيء إلاَّ وأجِد فيه النَّقص إلا أمَلي ، فإني وجدتُه كما هو أو يزيد .
۳۷
الأصْلُ:
۰.وقال عليه السلام وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه ۱ :وقال عليه السلام وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه ۲ :
مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ ؟ فقالوا : خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا . فقال : وَاللّهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ ! وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ ، وَتَشْقَوْنَ بِهِ فِي اُخرَاكُمْ . وَمَا أخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الْأَمَانُ مِنَ النَّارِ!
الشّرْحُ:
اشتدُّوا بين يديه : أسرَعوا شيئا ، فنهاهم عن ذلك وقال : إنكم تشقّون به على أنفسكم لما فيه من تَعَب الأبدان . وتَشْقَوْن به في آخرتكم ، تخضعون للولاة ، كما زعمتم أنه خُلُق وعادةٌ لكم ؛ خضوعا تطلُبون به الدنيا والمنافع العاجلة فيها ، وكلّ خضوع وتذلُّل لغير اللّه فهو معصية . ثمّ ذكر أنّ الخسران المبين مَشقّة عاجلة يتبعها عقاب الآخرة ، والرِّبح البيّن دعةٌ عاجلة يتبعها الأمانُ من النار .