الشّرْحُ:
إنما قال : «العلم وراثة» ؛ لأنّ كلّ عالم من البشر إنما يكتسب علمه من أُستاذٍ يهذّبه وموقِّف يعلمه ؛ فكأنه ورث العلم عنه كما يرث الابنُ المال عن أبيه .
وكان يقال : لا حُلّة أجمل من حلة الأدب ؛ لأنّ حُلل الثياب تبلى ، وحلل الأدب تبقى ، وحُلل الثياب قد يغتصبها الغاصب ، ويسرِقها السارق ، وحُلل الآداب باقية مع جوهر النفس . وكان يقال : عليكم بالأدب ؛ فإنه صاحبٌ في السَفر ، ومؤنس في الوحدة ، وجمال في المحفِل ، وسبب إلى طلب الحاجة .
۶
الأصْلُ:
۰.صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ ، وَالاِحْتَِمالُ قَبْرُ العُيُوبِ .
ورُوي أنّه قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً : المُسالَمَةُ خَب ءُ الْعُيُوبِ .
الشّرْحُ:
قولُه عليه السلام : «صدر العاقل صندوق سرِّه» ۱ ، وكان يقال : لا تُنكِحْ خاطبَ سرّك .
وقال بعض الأعراب : لا تضع سرّك عند من لا سرّ له عندك .
قوله عليه السلام : «البشاشة حبالة المودّة» ۲ ، وكان يقال : البِشْر دالّ على السخاء من ممدوحك ، وعَلَى الوُدّ من صديقك دلالةَ النَّوْر على الثَّـمَر . وكان يقال : ثلاث تُبِين لك الودّ في صدر أخيك : تلقاه ببشرِك ، وتبدؤه بالسّلام ، وتوسّع له في المجلس .