رأي واجتِهاد . فسبحان اللّه ! ما أشَدّ لزومَك للأهواء المبتدعة ، والحيرة المتّبَعة ...» إلى آخر الفصل .
وأمّا قوله عليه السلام : «إنّما نصرتَ عثمانَ حيث كان النصرُ لك ...» إلى آخره ، فقد رَوَى البلاذري قال : لما أرسل عثمان إلى معاوية يستمدّه ، بعث يزيد بن أسد القَسْريّ ، وقال له : إذا أتيتَ ذا خُشُب فأقِم بها ، ولا تتجاوَزْها ، ولا تقل : الشاهدُ يَرَى ما لا يَرَى الغائب ؛ فإنّني أنا الشاهد ، وأنت الغائب .
قال : فأقام بذي خُشُب حتى قتل عثمان ، فاستقدمه حينئذٍ معاوية ، فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان أُرسل معه ، وإنّما صنع ذلك معاوية ليقتل عثمانَ فيدعوَ إلى نفسه .
۳۸
الأصْلُ:
۰.ومن كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولّى عليهم الأشترمِنْ عَبْدِ اللّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ ، إِلَى الْقَومِ الَّذِينَ غَضِبُوا للّهِ حِينَ عُصِيَ فِي أَرْضِهِ ، وَذُهِبَ بِحَقِّهِ ، فَضَرَبَ الْجَوْرُ سُرَادِقَهُ عَلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ ، وَالْمُقِيمِ وَالظَّاعِنِ ، فَـلاَ مَعْرُوفٌ يُسْتَرَاحُ إِلَيْهِ ، وَلاَ مُنْكَرٌ يُتَنَاهَى عَنْهُ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللّهِ ، لاَ يَنَامُ أَيَّامَ الخَوْفِ ، وَلاَ يَنْكُلُ عَنِ الْأَعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ ؛ أَشَدَّ عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَرَيقِ النَّارِ ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو مَذْحِجٍ ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا أَمْرَهُ فِيَما طَابَقَ الْحَقَّ ، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ لاَ كَلِيلُ الظُّبَةِ ، وَلاَ نَابِي الضَّرِيبَةِ ، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فانْفِرُوا ، وَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُقِيمُوا فَأَقِيمُوا ، فَإِنَّهُ لاَ يُقْدِمُ وَلاَ يُحْجِمُ ، وَلاَ يُؤَخِّرُ وَلاَ يُقَدِّمُ إِلاَّ عَنْ أَمْرِي ؛ وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي لِنَصِيحَتـِهِ لَكُمْ ، وَشِدَّةِ شَكِيمَتِهِ عَلَى عَدُوِّكُمْ .