۱
الأصْلُ:
۰.من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرةمِنْ عَبْدِ اللّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ ، جَبْهَةِ الأنْصَارِ وَسَنَامِ الْعَرَبِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَمْرِ عُثْمانَ حَتَّى يَكُونَ سَمْعُهُ كَعِيَانِهِ .
إِنَّ النَّاسَ طَعَنُوا عَلَيْهِ ، فَكُنْتُ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أُكْثِرُ اسْتِعْتَابَهُ ، وَأُقِلُّ عِتَابَهُ ، وَكَانَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ أَهْوَنُ سَيْرِهِمَا فِيهِ الْوَجِيفُ ، وَأَرْفَقُ حِدَائِهِمَا الْعَنِيفُ . وَكَانَ مِنْ عَائَشَةَ فِيهِ فَلْتَةُ غَضَبٍ ، فَأُتِيحَ لَهُ قَوْمٌ فَقَتَلُوهُ ، وَبَايَعَنِي النَّاسُ غَيْرَ مُسْتَكْرَهِينَ ، وَلاَ مُجْبَرِينَ ، بَلْ طَائِعِينَ مُخَيَّرِينَ .
وَاعْلَمُوا أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ قَدْ قَلَعَتْ بِأَهْلِهَا وَقَلَعُوا بِهَا ، وَجَاشَتْ جَيْشَ الْمِرْجَلِ ، وَقَامَتِ الْفِتْنَةُ عَلَى الْقُطْبِ ، فَأَسْرِعُوا إِلَى أَمِيرِكُمْ ، وَبَادِرُوا جِهَادَ عَدُوِّكُمْ . إِنْ شَاءَ اللّهُ .
الشّرْحُ:
قوله : «جبهة الأنصار» ؛ يمكن أن يريدَ جماعة الأنصار ، فإنّ الجبهة في اللغة الجماعة ويمكن أن يريد به سادة الأنصار وأشرافهم ، لأنّ جبهة الإنسان أعلَى أعضائه ، وليس يريد بالأنصار هاهنا بني قَيْلة ، بل الأنصار هاهنا الأعوان .
قوله عليه السلام : «وسَنام العرب» ، أي أهل الرفعة والعلوّ منهم ؛ لأنّ السنام أعلى أعضاء البعير . قوله عليه السلام : «أُكثِر استعتابه وأُقلُّ عتابه» ، الاستعتاب : طلب العُتْبى ، وهي الرّضا ، قال : كنت أكثر طلبَ رضاه ، وأقل عتابه وتعنيفه على الأُمور ، وأمّا طلحة والزبير فكانا شديديْن عليه . والوجيف : سير سريع ، وهذا مَثَلٌ للمشمرين في الطعن عليه ، حتى إنّ السّير السريع أبطأ ما يسيران في أمره ، والحُداء العنيف أرفق ما يحرّضان به عليه . ودار الهجرة : المدينة . وقوله :