قرطبى (م ۶۷۱ق) نيز در تفسير خود ، اين روايت را نقل كرده است:
۹. عن إبن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله فى قوله عز و جل : «هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَـوَ تٍ» ۱ قال : إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئا قبل الماء، فلمّا أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء، فسمّا عليه، فسمّاه سماء، ثمَّ أيبس الماء فجعله أرضا واحدة، ثمَّ فتقها فجعلها سبع أرضين فى يومين، فى الأحد والاثنين. فجعل الأرض على حوت ، والحوت هو النون الّذى ذكر اللّه ـ تبارك وتعالى ـ فى القرآن بقوله: «ن وَ الْقَلَمِ» ۲ والحوت فى الماء ، و الماء على صفاة ، والصفاة على ظهر ملك، والملك على الصخرة، والصخرة فى الريح ، وهى الصخرة الّتى ذكر لقمان: ليست فى السماء ولا فى الأرض . فتحرّك الحوت فاضطرب، فتزلزلت الأرض، فأرسل عليها الجبال فقرّت، فالجبال تفخر على الأرض، وذلك قوله تعالى: «وَ أَلْقَى فِى الْأَرْضِ رَوَ سِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ» ۳ . وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغى لها فى يومين، فى الثلاثاء والأربعاء، وذلك حين يقول: «أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِى خَلَقَ الْأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ وَ تَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَ لِكَ رَبُّ الْعَــلَمِينَ * وَ جَعَلَ فِيهَا رَوَ سِىَ مِن فَوْقِهَا وَ بَـرَكَ فِيهَا وَ قَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَ تَهَا فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ » ۴ يقول : من سأل فهكذا الأمر ، «ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَ هِىَ دُخَانٌ» ۵ وكان ذلك الدخان من تنفّس الماء حين تنفّس، فجعلها سماء واحدة، ثمّ فتقها فجعلها سبع سماوات فى يومين ، فى الخميس والجمعة، وإنّما سُمِّى يوم الجمعة لأنّه جمع فيه خلق السماوات والأرض، «وَ أَوْحَى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا» ۶ قال: خلق فى