تمهيد
في هذا البحث المتواضع العلمي سوف نعرض مناهج الشريف المرتضى قدس سرهالروائية في عدّة فصول ، مركّزين على وعيه الأخباري والحديثي في جوانب متعددة ، آملين أن نوفّق في إجلاء هذا الواقع الأصيل في هذا المقطع الحساس من القرنين الرابع والخامس ومقدار معطياته . إن شاء اللّه تعالى.
وقبل أن ندخل إلى صلب الموضوع لابدّ من علمي لمنهج الحديث ، ومقدار معطيات الشريف المرتضى في هذا المجال ، فنقول :
إنّ البحث عن تاريخ منهج الحديث والرواية وعلومه ليس بحثا نظريا صرفا ، بل هو في الواقع وسارٍ في ثقافة الإسلام ، وذلك أنّ النصّ يمثل الروح الّتي تجعل الواقع يتنفّس ويتحرّك من خلال فكرة مبدئه.
لذلك يعتبر البحث عن الحديث والرواية والمنهج الروائي بحثا من أجل معرفة الواقع ، وبالتالي من أجل صياغته بصورة جديدية تناسب تطورات الحياة ، وهذا يعني أنّ هذا الكون يحتاج لمعرفة واقعية من خلال فرز الواقعي ونبذ الآخر. ۱ ونذكر هنا عدّة اُمور قبل البدء بالبحث :