19
المناهج الروائية عند شريف المرتضي

المناهج الروائية عند شريف المرتضي
18

نُبذة عن حياة الشريف المرتضى قدس سره

مولده

وُلِد الشريف المرتضى قدس سره في دار أبيه بمحلّة باب المحوّل في الجانب الغربي من بغداد « الكرخ » الواقعة بين نهر الصراة غربا ونهر كرخايا شرقا ، ومحلّة الكرخ جنوبا، ۱ في رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمئة في خلافة المطيع للّه العباسي .

نسبه واُسرته من أبيه واُمـه

هو السيّد الشريف علي بن الشريف أبي أحمد الحسين نقيب الطالبيين بن موسى الأبرش محمّد « الأعرج » بن موسى « أبي سبحة » بن إبراهيم « المرتضى » بن الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام.

والـده

هو الشريف أبو أحمد الحسين الملقّب بالطاهر الأوحد ذي المناقب، لقبه بذلك الملك بهاء الدولة البويهي ؛ لجمعه مناقب شتّى ، ومزايا رفيعة جمّة ، وفضلاً عن كونه علوي النسب، هاشمي الأرومة، انحدر من تلك السلسلة الطاهرة ؛ فإنّه كان نقيب الطالبيين وعالمهم وزعيمهم، جمع إلى رئاسة الدّين زعامة الدنيا لعلو همّته، وسماحة نفسه، وعظيم هيبته، وجليل بركته ، وإلى ذلك أشار ابن مهنا بنقله عن الشيخ أبي الحسن العمري النسّابة : « كان بصريا ، وهو أجلّ من وضع على رأسه الطيلسان ، وجرّ خلفه رمحا ، ( أراد : أجلّ من جمع بينهما ) ، وكان قوي المنّة ، شديد العصبة، يتلاعب بالدول، ويتجرّأ على الاُمور » ۲ .
ويستفاد من هذا القول : إنّ الشريف أبا أحمد كان بطل حرب وسياسة، فضلاً عن كونه رجل عِلمٍ وزعيم قوم ، إلاّ أنّنا لم نقف له في التاريخ على أنّه خاض حربا أو دخل معركة.
فلهذه الملكات الحميدة، والصفات المجيدة، والهيبة الشديدة، خشيه عضد الدولة البويهي ؛ ولأنّه كان منحازا لابن عمّه بختيار بن معز الدولة، فحين قدم العراق قبض عليه في صفر سنة (۳۶۹ ه)، ۳ وحمله إلى قلعة بشيراز اعتقله فيها ، فلم يزل بها إلى أن مات عضد الدولة سنة (۳۷۳ ه)، فأطلقه أبو الفوارس شرف الدولة بن عضد الدولة ، واستقدمه معه إلى بغداد فأكرمه ، وأعظمه ، وأعاد إليه نقابة الطالبيين ـ الّتي عزل عنها ووليها مرارا ـ وقلّده قضاء القضاة سنة (۳۹۴ ه) زيادة إلى ولاية الحجّ والمظالم ونقابة الطالبيين، وكان التقليد له بشيراز، وكتب له عهده على جميع ذلك ، ولقّب بالطاهر الأوحد ذي المناقب، فلم ينظر في قضاء القضاة ؛ لامتناع القادر باللّه من الإذن له بذلك. ۴
وكان الشريف أبو أحمد كثير السعي في الإصلاح ، ميمون الوساطة ؛ لذا كثرت سفاراته لبركة وساطته بين خلفاء بني العباس وملوك بني بويه والاُمراء من بني حمدان وغيرهم.
وتوفّي الشريف المذكور بعد أن حالفته الأمراض وذهب بصره ببغداد سنة أربعمئة، ليلة السبت لخمس بقين من جُمادى الاُولى، ودُفن في داره، ثمّ نقل منها إلى مشهد أبي عبداللّه الحسين بن علي عليهماالسلام في كربلاء المقدّسة ، ودُفن في تلك الروضة المقدّسة عند جدّه إبراهيم بن الإمام موسى عليهماالسلام ، بعد إن عمّر سبعا وتسعين سنة، وقد رثته الشعراء مرّات كثيرة، وممّن رثاه ابنه بالقصيدة الّتي مطلعها :

ألا يا قوم للقدر المتاحوللأيّام ترغب عن جراحي

1. انظر الخارطة رقم (۷) مقابل ص ۱۹۸ من تاريخ بغداد في العهد العباسي .

2. عمدة الطالب : ص ۱۹۲.

3. المنتظم : ج ۷ ص ۱۹۸.

4. المصدر السابق : ص ۲۲۶ ـ ۲۲۷.

  • نام منبع :
    المناهج الروائية عند شريف المرتضي
    سایر پدیدآورندگان :
    وسام الخطاوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3278
صفحه از 358
پرینت  ارسال به