عدم حجّية الأخبار المنقولة عن طريق أصحاب الحديث
يطرح الشريف المرتضى قدس سره عدّة إشكالات،ويرجع معظمها إلى مسالك أهل الحديث ، والّذين كان يعتقد بأنّهم رووا ما سمعوا ، وحدّثوا به ، ونقلوا عن أسلافهم ، يقول قدس سره في حقّهم: «وليس عليهم أن يكون حجّة ودليلاً في الأحكام الشرعية أو لايكون كذلك؛ فإن كان في أصحاب الحديث من يحتجّ في حكم شرعي بحديث غير مقطوع على صحّته فقد زل وزور،ومايفعل ذلك من يعرف اُصول أصحابنا في نفي القياس والعمل بأخبار الآحاد حقّ معرفتها، بل لايقع مثل ذلك من عامل ، وربّما كان غير مكلّف » . ۱
هكذا يطعن الشريف المرتضى قدس سره بأهل الحديث ، بل قد يحمل عليهم أكثر من هذا ، ويعتبرهم قد خرجوا عن الاُصول العقلية الصحيحة ؛ وذلك لأنّهم قد يحتجّون في اُصول الدين من التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة بأخبار الآحاد. ۲
ويقول الشريف المرتضى قدس سره أكثر من ذلك: «وربّما ذهب بعضهم إلى الجبر وإلى التشبيه اغترارا بأخبار الآحاد المروية ، ومن أشرنا إليه بهذه الغفلة يحتجّ بالخبر الّذي مارواه ولا حدث به ولا سمعه من ناقله فيعرفه بعدالة أو غيرها ، حتّى لو قيل له في بعض الأحكام: من أين أثبته وذهبت إليه؟ كان جوابه: لأنّي وجدته في
الكتاب الفلاني ، ومنسوبا إلى رواية فلان بن فلان ، ومعلوم عند كلّ من نفى العلم بأخبار الآحاد ومن أثبتها وعمل بها أنّ هذا ليس بشيء يعتمد ، ولا طريق يقصد ، وإنّما هو غرور وزور ». ۳