المتحمل للخبر ، والمتحمل عنه ، وكيفية ألفاظ الرواية عنه
هذا البحث وإن كان يرتبط ارتباطا رئيسيا بعلم الدراية ، لكن يمكن بنحو وآخر جرّه إلى علم الحديث ، فمن هذا البحث تعرّضنا إليه بنحو الإشارة .
يتطرّق الشريف المرتضى قدس سره ـ هنا تحت هذا الفرع ـ إلى عدّة محاور لتوضيح بعض المناهج الروائية :
المحور الأوّل : المتحمل للخبر ، وهو على قسمين :
القسم الأوّل: الذاهب إلى وجوب العمل بخبر الواحد في الشريعة يراعي في العمل بالخبر صفة المخبر في عدالته وأمانته.
القسم الثاني : والّذي يذهب إلى عدم وجوب العمل بخبر الواحد في الشريعة ، يقول : إنّ العمل في مخبر الأخبار تابع للعلم بصدق الراوي، فالشرط الوحيد عنده هو كون الراوي صادقا ، ولا فرق عنده بين أن يكون الراوي مؤمنا أو كافرا أو فاسقا أو عدلاً.
واختار الشريف المرتضى قدس سره القسم الثاني طبعا. ۱
المحور الثاني: راوي الحديث ، فإنّه لا يجوز أن يروي إلاّ ما سمعه عمن حدّث عنه أو قرأه عليه فأقرّ له به .
يقول الشريف المرتضى قدس سره : « فإذا سمع الحديث من لفظه فهو غاية التحمل ». ۲
المحور الثالث: ألفاظ الرواية ، وهي على أقسام ثلاثة :
۱ . المناولة ۲ . المكاتبة ۳ . الإجازة.
وأوضح الشريف المرتضى قدس سره المناولة: وهي أن يشافه المحدّث غيره ، ويقول له في كتاب أشار إليه: «هذا الكتاب سماعي من فلان» .
أمّا المكاتبة فهي: أن يكتب إليه وهو غائب عنه إنّ الّذي صحّ من الكتاب الفلاني هو سماعي. ۳
وعلى هذه التفرقة التعريفية تصبح المناولة أقوى من المكاتبة ، كما هو واضح.
أمّا الإجازة: فيقول الشريف المرتضى قدس سره فيها: « لا حكم لها ؛ لأنّ ما للمتحمل أن يرويه له ذلك ، أجازه له أو لم يجزه ، وما ليس له أن يرويه محرم عليه مع الإجازة وفقدها » . ۴
1.راجع : المكانة عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، القرابة القريبة .
2. الذريعة إلى اُصول الشريعة : ج ۲ ص ۵۵۵ ـ ۵۵۶.
3. المصدر السابق : ص ۵۵۶.
4. المصدر السابق : ص ۵۶۰ ـ ۵۶۱.
5. المصدر السابق : ص ۵۶۱.