۱۹۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لَمّا وَصَفوا عِندَهُ رَجُلاً بِحُسنِ عِبادَتِهِ ـ: اُنظُروا إلى عَقلِهِ فَإِنَّما يُجزَى العِبادُ يَومَ القِيامَةِ عَلى قَدرِ عُقولِهِم ۱ .
۱۹۹.الإمام الباقر عليه السلام :كانَ يَرى موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام رَجُلاً مِن بَني إسرائيلَ يُطَوِّلُ سُجودَهُ ويُطَوِّلُ سُكوتَهُ ، فَلا يَكادُ يَذهَبُ إلى مَوضِعٍ إلاّ وهُوَ مَعَهُ ، فَبَينا هُوَ يَومًا مِنَ الأَيّامِ في بَعضِ حَوائِجِهِ إذ مَرَّ عَلى أرضٍ مُعشِبَةٍ تَزهو وتَهتَزُّ . قالَ : فَتَأَوَّهَ الرَّجُلُ ، فَقالَ لَهُ موسى : عَلى ماذا تَأَوَّهتَ ؟ قالَ : تَمَنَّيتُ أن يَكونَ لِرَبّي حِمارٌ أرعاهُ هاهُنا ، فَأَكَبَّ موسى عليه السلامطَويلاً بِبَصَرِهِ عَلَى الأَرضِ اغتِمامًا بِما سَمِعَ مِنهُ . فَانحَطَّ عَلَيهِ الوَحيُ ، فَقالَ لَهُ : مَا الَّذي أكبَرتَ مِن مَقالَةِ عَبدي ؟! أنَا اُؤاخِذُ عِبادي عَلى قَدرِ ما أعطَيتُهُم مِنَ العَقلِ ۲ .
۲۰۰.سُلَيمانُ الدَّيلَمِيُّ :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : فُلانٌ مِن عِبادَتِهِ ودينِهِ وفَضلِهِ [كذا وكذا] ۳ ، فَقالَ : كَيفَ عَقلُهُ ؟ قُلتُ : لا أدري ، فَقالَ : إنَّ الثَّوابَ عَلى قَدرِ العَقلِ ، إنَّ رَجُلاً مِن بَني إسرائيلَ كانَ يَعبُدُ اللّهَ في جَزيرَةٍ مِن جَزائِرِ البَحرِ خَضراءَ نَضِرَةٍ كَثيرَةِ الشَّجَرِ ظاهِرَةِ الماءِ ، وإنَّ مَلَكًا مِنَ المَلائِكَةِ مَرَّ بِهِ فَقالَ : يا رَبِّ ، أرِني ثَوابَ عَبدِكَ هذا ، فَأَراهُ اللّهُ (تَعالى) ذلِكَ ، فَاستَقَلَّهُ المَلَكُ ، فَأَوحَى اللّهُ (تَعالى) إلَيهِ : أنِ اصحَبهُ ، فَأَتاهُ المَلَكُ في صورَةِ إنسِيٍّ ، فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا رَجُلٌ عابِدٌ ، بَلَغَني مَكانُكَ وعِبادَتُكَ في هذَا المَكانِ فَأَتَيتُكَ لِأَعبُدَ اللّهَ مَعَكَ . فَكانَ مَعَهُ يَومَهُ ذلِكَ ، فَلَمّا أصبَحَ قالَ لَهُ المَلَكُ : إنَّ مَكانَكَ لَنَزِهٌ ، وما يَصلُحُ إلاّ لِلعِبادَةِ ، فَقالَ لَهُ العابِدُ : إنَّ لِمَكانِنا هذا عَيبًا ، فَقالَ لَهُ : وما هُوَ ؟ قالَ : لَيسَ لِرَبِّنا بَهيمَةٌ ، فَلَو كانَ لَهُ حِمارٌ رَعَيناهُ في هذَا المَوضِعِ ، فَإِنَّ هذَا الحَشيشَ يَضيعُ ، فَقالَ لَهُ ( ذلِكَ ) المَلَكُ : وما لِرَبِّكَ حِمارٌ ؟ فَقالَ : لَو كانَ لَهُ حِمارٌ ما كانَ يَضيعُ مِثلُ هذَا الحَشيشِ . فَأَوحَى اللّهُ إلَى المَلَكِ : إنَّما اُثيبُهُ عَلى قَدرِ عَقلِهِ ۴ .