۸۱۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ ـ: قَد جَعَلَ اللّهُ سُبحانَهُ الاِستِغفارَ سَبَبا لِدُرورِ الرِّزقِ ، ورَحمَةِ الخَلقِ ، فَقالَ سُبحانَهُ : « اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . . . ۱ » ، فَرَحِمَ اللّهُ امرَءا اِستَقبَلَ تَوبَتَهُ ، وَاستَقالَ خَطيئَتَهُ ، وبادَرَ مَنِيَّتَهُ . ۲
۸۲۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِرُوا الاِستِغفارَ تَجلِبُوا الرِّزقَ . ۳
۸۲۱.الفرج بعد الشدّة عن أيّوب بن العبّاس بن الحسن :إنَّ أعرابِيّا شَكا إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام شَكوى لَحِقَتهُ ، وضيقا فِي الحالِ ، وكَثرَةً مِنَ العِيالِ ، فَقالَ لَهُ : عَلَيكَ بِالاِستِغفارِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : « اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ۴ » .
فَمَضَى الرَّجُلُ وعادَ إلَيهِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي قَدِ استَغفَرتُ اللّهَ كَثيرا وما أرى فَرَجا مِمّا أنَا فيهِ!
فَقالَ : لَعَلَّكَ لا تُحسِنُ الاِستِغفارَ!
قالَ : عَلِّمني . فَقالَ : أخلِص نِيَّتَكَ وأطِع رَبَّكَ وقُل :
«اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ قَوِيَ عَلَيهِ بَدَني بِعافِيَتِكَ ، أو نالَتهُ قُدرَتي بِفَضلِ نِعمَتِكَ ، أو بَسَطتُ إلَيهِ يَدي بِسابِغِ رِزقِكَ ، أوِ اتَّكَلتُ فيهِ عِندَ خَوفي مِنهُ عَلى أمانِكَ ووَثِقتُ فيهِ بِحِلمِكَ ، وعَوَّلتُ فيهِ عَلى كَرَمِ عَفوِكَ .
اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ خِفتُ ۵ فيهِ أمانَتي ، أو بَخَستُ فيهِ نَفسي ، أو قَدَّمتُ فيهِ لَذّاتي ، أو آثَرتُ فيهِ شَهوَتي ، أو سَعَيتُ فيهِ لِغَيري ، أوِ استَغوَيتُ إلَيهِ مَن تَبِعَني ، أو غَلَبتُ فيهِ بِفَضلِ حيلَتي ، أو أحَلتُ فيهِ عَلى مَولايَ فَلَم يُعاجِلني عَلى فِعلي ؛ إذ كُنتَ سُبحانَكَ كارِها لِمَعصِيَتي غَيرَ مُريدِها مِنّي ، لكِن سَبَقَ عِلمُكَ فِيَ بِاختِياري وَاستِعمالِ مُرادي وإيثاري ، فَحَلُمتَ عَنّي ولَم تُدخِلني فيهِ جَبرا ، ولَم تَحمِلني عَلَيهِ قَهرا ، ولَم تَظلِمني شَيئا ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
يا صاحِبي في شِدَّتي ، يا مُؤنِسي في وَحدَتي ، يا حافِظي في غُربَتي ، يا وَلِيِّي في نِعمَتي . يا كاشِفَ كُربَتي ، يا مُستَمِعَ دَعوَتي ، يا راحِمَ عَبرَتي ، يا مُقيلَ عَثرَتي. يا إلهي بِالتَّحقيقِ،يا رُكنِيَ الوَثيقَ،يا جاري لِلضّيقِ ، يا مَولايَ الشَّفيقَ، يا رَبَّ البَيتِ العَتيقِ ، أخرِجني مِن حَلقِ المَضيقِ إلى سَعَةِ الطَّريقِ ، بِفَرَجٍ مِن عِندِكَ قَريبٍ وَثيقٍ،وَاكشِف عَنّي كُلَّ شِدَّةٍ وضيقٍ،وَاكفِني ما اُطيقُ وما لا اُطيقُ.
اللّهُمَّ فَرِّج عَنّي كُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ ، وأخرِجني مِن كُلِّ حُزنٍ وكَربٍ ، يا فارِجَ الهَمِّ وكاشِفَ الغَمِّ ، ويا مُنزِلَ القَطرِ ، ويا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرِّ ، يا رَحمانَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ورَحيمَهُما ، صَلِّ عَلى خِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ ، وفَرِّج عَنّي ما ضاقَ بِهِ صَدري ، وعيلَ مِنهُ صَبري ، وقَلَّت فيهِ حيلَتي ، وضَعُفَت لَهُ قُوَّتي ، يا كاشِفَ كُلِّ ضُرٍّ وبَلِيَّةٍ ، ويا عالِمَ كُلِّ سِرٍّ وخَفِيَّةٍ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، « وَ أُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرُ بِالْعِبَادِ ۶ » ، وما تَوفيقي إلاّ بِاللّهِ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ» .
قالَ الأَعرابِيُ : فَاستَغفَرتُ بِذلِكَ مِرارا ، فَكَشَفَ اللّهُ عَنِّيَ الغَمَّ وَالضّيقَ ، ووَسَّعَ عَلَيَ فِي الرِّزقِ ، وأزالَ المِحنَةَ . ۷
1.نوح : ۱۰ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۳ ، أعلام الدين : ۲۸۵ ، بحار الأنوار : ۹۱ / ۳۱۳ / ۳ .
3.الخصال : ۶۱۵ / ۱۰ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ۱۰۶ عن الإمام عليّ عليه السلام ، كنز الفوائد : ۲ / ۱۹۷ وفيهما «فإنّه يجلب الرزق» ، بحار الأنوار : ۹۳ / ۲۷۸ / ۶ .
4.نوح : ۱۰ .
5.وفي كنز العمّال : «خُنتُ» مكان «خفت» وهو الأقرب.
6.غافر : ۴۴ .
7.الفرج بعد الشدّة : ۱ / ۴۲ ، كنز العمّال : ۲ / ۲۵۸ / ۳۹۶۶ .