الفصل العاشر : جَوامِعُ الحِكَم
۳۶۵.الإمام زين العابدين عليه السلام :قالَ لُقمانُ لاِبنِهِ : يا بُنَيَّ ، إن أشَدَّ العُدمِ عُدمُ القَلبِ ، وإنَّ أعظَمَ المَصائِبِ مُصيبَةُ الدّينِ ، وأسنَى المَرزِئَةِ مَرزِئَتُهُ ، وأنفَعَ الغِنى غِنَى القَلبِ ، فَتَلَبَّث في كُلِّ ذلِكَ ، وَالزَمِ القَناعَةَ وَالرِّضا بِما قَسَمَ اللّهُ ، وإنَّ السّارِقَ إذا سَرَقَ حَبَسَهُ اللّهُ مِن رِزقِهِ ، وكانَ عَلَيهِ إثمُهُ ، ولَو صَبَرَ لَنالَ ذلِكَ وجاءَهُ مِن وَجهِهِ .
يا بُنَيَّ ، أخلِص طاعَةَ اللّهِ حَتّى لا يُخالِطَها شَيءٌ مِنَ المَعاصي ، ثُمَّ زَيِّنِ الطّاعَةَ بِاتِّباعِ أهلِ الحَقِّ ؛ فَإِنَّ طاعَتَهُم مُتَّصِلَةٌ بِطاعَةِ اللّهِ ، وزَيِّن ذلِكَ بِالعِلمِ ، وحَصِّن عِلمَكَ بِحِلمٍ لا يُخالِطُهُ حُمقٌ ، وَاخزُنهُ بِلينٍ لا يُخالِطُهُ جَهلٌ ، وشَدِّدهُ بِحَزمٍ لا يُخالِطُهُ الضِّياعُ ، وَامزُج حَزمَكَ بِرِفقٍ لا يُخالِطُهُ العُنفُ . ۱
۳۶۶.الإمام الباقر عليه السلام :قيلَ لِلُقمانَ : مَا الَّذي أجمَعتَ عَلَيهِ مِن حِكمَتِكَ ؟
قالَ : لا أتَكَلَّفُ ما قَد كُفيتُهُ ، ولا اُضَيِّعُ ما وُلّيتُهُ . ۲
۳۶۷.الكافي عن إبراهيم بن أبي البلاد عمّن ذكره :قالَ لُقمانُ عليه السلام لاِبنِهِ : يا بُنَيَّ ، لا تَقتَرِب فَتَكونَ أبعَدَ لَكَ ، ولا تَبعُد فَتُهانَ ۳ ، كُلُّ دابَّةٍ تُحِبُّ مِثلَها ، وإنَّ ابنَ آدَمَ يُحِبُّ مِثلَهُ ، ولا تَنشُر بَزَّكَ إلاّ عِندَ باغيهِ ، كَما لَيسَ بَينَ الذِّئبِ وَالكَبشِ خُلَّةٌ كَذلِكَ لَيسَ بَينَ البارِّ وَالفاجِرِ خُلَّةٌ ، مَن يَقتَرِب مِنَ الزِّفتِ يَعلَق بِهِ بَعضُهُ كَذلِكَ مَن يُشارِكِ الفاجِرَ يَتَعَلَّم مِن طُرُقِهِ ، مَن يُحِبَّ المِراءَ يُشتَم ، ومَن يَدخُل مَداخِلَ السَّوءِ يُتَّهَم ، ومَن يُقارِن قَرينَ السَّوءِ لا يَسلَم ، ومَن لا يَملِك لِسانَهُ يَندَم . ۴
1.قصص الأنبياء : ص ۱۹۶ ح ۲۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۲۰ ح ۱۵ .
2.قرب الإسناد : ص ۷۲ ح ۲۳۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۱۵ ح ۶ .
3.«لا تَقتَرِب» يعني من الناس بكثرة المخالطة والمعاشرة فيسأموك ويملّوك فتكون أبعد من قلوبهم ، ولا تبعد كلَّ البُعد فلم يبالوا بك فتصير مهينا مخذولاً (هامش المصدر).
4.الكافي : ج ۲ ص ۶۴۱ ح ۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۲۶ ح ۲۰ .