۱۴ / ۳
البَصیرَةُ وَالاِستِقامَةُ في طَریقِ الحَقِّ
۳۷۷.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن سلمة: رَأَيتُ عَمّاراً۱ يَومَ صِفّينَ شَيخاً كَبيراً آدَمَ طِوالاً آخِذَ الحَربَةِ بِيَدِهِ ويَدُهُ تَرعَدُ فَقالَ: وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ، لَقَد قاتَلتُ بِهٰذِهِ الرّايَةِ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و اله ثَلاثَ مَرّاتٍ، وهٰذِهِ الرّابِعَةُ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ، لَو ضَرَبونا حَتّى يَبلُغوا بِنا شَعَفاتِ هَجَرَ لَعَرَفتُ أنَّ مُصلِحينا عَلَى الحَقِّ و أنَّهُم عَلَى الضَّلالَةِ.۲
۳۷۸.تاريخ الطبري عن حبّة بن جوين العرني: اِنطَلَقتُ أنَا و أبو مَسعودٍ إلىٰ حُذَيفَةَ بِالمَدائِنِ، فَدَخَلنا عَلَيهِ، فَقالَ: مَرحَباً بِكُما، ما خَلَّفتُما مِن قَبائِلِ العَرَبِ أحَداً أحَبَّ إلَيَّ مِنكُما. فَأَسنَدتُهُ إلىٰ أبي مَسعودٍ، فَقُلنا: يا أبا عَبدِ اللّهِ، حَدِّثنا؛ فَإِنّا نَخافُ الفِتَنَ.
فَقالَ: عَلَيكُما بِالفِئَةِ الَّتي فيهَا ابنُ سُمَيَّةَ؛ إنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلی الله علیه و اله يَقولُ: تَقتُلُهُ الفِئَةُ الباغِيَةُ، النّاكِبَةُ عَنِ الطَّريقِ، وإنَّ آخِرَ رِزقِهِ ضَياحٌ۳ مِن لَبَنٍ.
قالَ حَبَّةُ: فَشَهِدتُهُ يَومَ صِفّينَ وهُوَ يَقولُ: اِيتوني بِآخِرِ رِزقٍ لي مِنَ الدُّنيا، فَاُتِيَ بِضَياحٍ مِن لَبَنٍ في قَدَحٍ أروَحٍ لَهُ حَلقَةٌ حَمراءُ، فَما أخطَأَ حُذَيفَةُ مِقياسَ شَعرَةٍ، فَقالَ:
اليَومَ ألقَى الأَحِبَّه | | مُحَمَّداً وحِزبَه |
وَاللّهِ، لَو ضَرَبونا حَتّىٰ يَبلُغوا بِنا سَعَفاتِ هَجَرَ لَعَلِمنا أنّا عَلَى الحَقِّ و أنَّهُم عَلَى الباطِلِ، وجَعَلَ يَقولُ: المَوتُ تَحتَ الأَسَلِ
۴، وَالجَنَّةُ تَحتَ البارِقَةِ.
۵
1.. عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك، كنيته أبو اليقظان، قتل بصفّين مع عليّ بن أبي طالب سنة سبع وثلاثين وله ثلاث وتسعون سنة، وكان قد قال له النبيّ صلی الله علیه و اله: يا بن سميّة یقتلك الفئة الباغية (مشاهیر علماء الثقات لابن حبان: ص ۷۴ الرقم ۲۶۶).
2.. مسند ابن حنبل: ج۶ ص۴۸۰ ح۱۸۹۰۶؛ الخصال: ص۲۷۶ ح۱۸.
3.. الضَّیاح والضَّیح ـ بالفتح ـ: اللبن الخاثر یُصبّ فیه الماﺀ ثمّ یخلط (النهایة: ج ۳ ص ۱۰۷ «ضیح»).
4.. الأصل في الأسل: الرماح الطوال، وقد یراد بها سائر السلاح الذي حدّد ورقّق (اُنظر: لسان العرب: ج ۱۱ ص ۱۵ «أسل»).
5.. تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۳۸؛ كشف الغمّة: ج ۱ ص ۲۵۹.