۱۷۳.الإرشاد :إنَّ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ خَطَبَ إلى عَمِّهِ الحُسَينِ عليه السلام إحدَى ابنَتَيهِ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اِختَر يا بُنَيَّ أحَبَّهُما إلَيكَ ، فَاستَحيَا الحَسَنُ ولَم يُحِر ۱ جَوابا .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِنّي قَدِ اختَرتُ لَكَ ابنَتي فاطِمَةَ ، وهِيَ أكثَرُهُما شَبَها بِاُمّي فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . ۲
۱۷۴.دلائل الإمامة عن الحسين بن زيد عن عليّ بن الحسين عن الحسين بن عليّ عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام: سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّما سُمِّيَت فاطِمَةُ فاطِمَةَ ؛ لِأَنَّها فُطِمَت هِيَ وشيعَتُها وذُرِّيَّتُها مِنَ النّارِ . ۳
۴ / ۲
وَفاتُها
۱۷۵.الأمالي عن عليّ بن محمّد الهرمزاني عن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه الحسين عليهماالسلام :لَمّا مَرِضَت فاطِمَةُ بِنتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ وعَلَيهَا السَّلامُ ، وَصَّت إلى عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ أن يَكتُمَ أمرَها ، ويُخفِيَ خَبَرَها ، ولا يُؤذِنَ أحَدا بِمَرَضِها ، فَفَعَلَ ذلِكَ ، وكانَ يُمَرِّضُها بِنَفسِهِ ، وتُعينُهُ عَلى ذلِكَ أسماءُ بِنتُ عُمَيسٍ رَحِمَهَا اللّه ُ عَلَى استِسرارٍ بِذلِكَ كَما وَصَّت بِهِ .
فَلَمّا حَضَرَتهَا الوَفاةُ وَصَّت أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام أن يَتَوَلّى أمرَها ، ويَدفِنَها لَيلاً ، ويُعَفِّيَ ۴ قَبرَها . فَتَوَلّى ذلِكَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ودَفَنَها ، وعَفّى مَوضِعَ قَبرِها .
فَلَمّا نَفضَ يَدَهُ مِن تُرابِ القَبرِ هاجَ بِهِ الحُزنُ ، فَأَرسَلَ دُموعَهُ عَلى خَدَّيهِ ، وحَوَّلَ وَجهَهُ إلى قَبرِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقالَ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّه ِ مِنّي ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ مِنِ ابنَتِكَ وحَبيبَتِكَ وقُرَّةِ عَينِكَ ، وزائِرَتِكَ وَالبائِتَةِ فِي الثَّرى بِبُقعَتِكَ ، وَالمُختارِ لَهَا اللّه ُ سُرعَةَ اللِّحاقِ بِكَ ، قَلَّ يا رَسولَ اللّه ِ عَن صَفِيَّتِكَ صَبري ، وضَعُفَ عَن سَيِّدَةِ النِّساءِ تَجَلُّدي ، إلاّ أنَّ فِي التَّأَسّي لي بِسُنَّتِكَ وَالحُزنِ الَّذي حَلَّ بي بِفِراقِكَ مَوضِعَ التَّعَزّي ، فَلَقَد وَسَّدتُكَ في مَلحودِ قَبرِكَ بَعدَ أن فاضَت نَفسُكَ عَلى صَدري ، وغَمَّضتُكَ بِيَدي ، وتَوَلَّيتُ أمرَكَ بِنَفسي ، نَعَم وفي كِتابِ اللّه ِ أنعَمُ القَبولِ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» ۵ .
لَقَدِ استُرجِعَتِ الوَديعَةُ ، واُخِذَتِ الرَّهينَةُ ، وَاختُلِسَتِ الزَّهراءُ ، فَما أقبَحَ الخَضراءَ وَالغَبراءَ ۶ ، يا رَسولَ اللّه ِ ! أمّا حُزني فَسَرمَدٌ ۷ ، وأمّا لَيلي فَمُسَهَّدٌ ۸ ، لا يَبرَحُ الحُزنُ مِن قَلبي أو يَختارَ اللّه ُ لي دارَكَ الَّتي أنتَ فيها مُقيمٌ ، كَمَدٌ ۹ مُقَيِّحٌ ، وهَمٌّ مُهَيِّجٌ ، سَرعانَ ما فُرِّقَ بَينَنا ، وإلَى اللّه ِ أشكو . وسَتُنَبِّئُكَ ابنَتُكَ بِتَضافُرِ اُمَّتِكَ عَلَيَّ وعَلى هَضمِها حَقَّها ، فَاستَخبِرهَا الحالَ ، فَكَم مِن غَليلٍ مُعتَلِجٍ ۱۰ بِصَدرِها لَم تَجِد إلى بَثِّهِ سَبيلاً ، وسَتَقولُ ، ويَحكُمُ اللّه ُ وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ .
سَلامٌ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّه ِ سَلامَ مُوَدِّعٍ ، لا سَئِمٍ ولا قالٍ ۱۱ ، فَإِن أنصَرِف فَلا عَن مَلالَةٍ ، وإن اُقِم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّه ُ الصّابِرينَ ، وَالصَّبرُ أيمَنُ وأجمَلُ ، ولَولا غَلَبَةُ المُستَولينَ عَلَينا لَجَعَلتُ المُقامَ عِندَ قَبرِك لِزاما ، ولَلَبِثتُ عِندَهُ مَعكوفا ، ولَأَعوَلتُ إعوالَ الثَّكلى عَلى جَليلِ الرَّزِيَّةِ ، فَبِعَينِ اللّه ِ تُدفَنُ ابنَتُكَ سِرّا ، وتُهتَضَمُ حَقَّها قَهرا ، وتُمنَعُ إرثَها جَهرا ، ولَم يَطُلِ العَهدُ ، ولَم يَخلُ مِنكَ الذِّكرُ ، فَإِلَى اللّه ِ يا رَسولَ اللّه ِ المُشتَكى ، وفيكَ أجمَلُ العَزاءِ ، وصَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكَ وعَلَيها ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ . ۱۲
1. لم يحر جوابا : أي لم يردّ جوابا (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۷۲ «حور») .
2. الإرشاد : ج ۲ ص ۲۵ ، العُدد القويّة : ص ۳۵۵ ح ۱۸ ، عمدة الطالب : ص ۹۸ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۰۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۶۷ ح ۳ ؛ مقاتل الطالبيّين : ص ۱۶۷ ، سرّ السلسلة العلويّة : ص ۶ نحوه .
3. دلائل الإمامة : ص ۱۴۸ ح ۵۷ وراجع : كشف الغمّة : ج ۲ ص ۸۹ .
4. عَفَتِ الريحُ الأثرَ : أي درسته ومحته (تاج العروس : ج ۱۹ ص ۶۸۷ «عفو») .
5. البقرة : ۱۵۶ .
6. الغبراء : الأرض . والخضراء : السماء ؛ للونهما (النهاية : ج ۳ ص ۳۳۷ «غبر») .
7. السّرمَد : الدائم الذي لا ينقطع (النهاية : ج ۲ ص ۳۶۳ «سرمد») .
8. السُّهد : الأرق (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۰۵ «سهد») .
9. الكَمْد ـ بالفتح وبالتحريك ـ : تغيّر اللون وذهاب صفائه ، والحزن الشديد ، ومرض القلب (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۳۳ «الكمدة») .
10. اعتلجَ المَوجُ : التطمَ ، واعتلج الهمّ في صدر ، كذلك على المثل (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۲۷ «علج») .
11. القِلَى : البُغض . يقال : قلاهُ يقليه قِلىً وقَلىً : إذا أبغضه (النهاية : ج ۴ ص ۱۰۵ «قلا») .
12. الأمالي للمفيد : ص ۲۸۱ ح ۷ ، الأمالي للطوسي : ص ۱۰۹ ح ۱۶۶ عن عليّ بن محمّد الهرمزداني عن الإمام زين العابدين عنه عليهماالسلام ، بشارة المصطفى : ص ۲۵۸ عن عليّ بن محمّد الهرمزداري عن الإمام زين العابدين عنه عليهماالسلام ، الكافي : ج ۱ ص ۴۵۸ ح ۳ عن عليّ بن محمّد الهرمزاني عن الإمام الحسين عليه السلام ، دلائل الإمامة : ص ۱۳۷ ح ۴۶ عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام وليس فيها صدره إلى «وصّت به» ، وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۱۹۳ ح ۲۱ .