۵۵۲.اِبنُ عَبّاسٍ :إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلامأجَّرَ نَفسَهُ لِيَستَقِيَ نَخلاً بِشَيءٍ مِن شَعيرٍ لَيلَةً حَتّى أصبَحَ . فَلَمّا أصبَحَ وقَبَضَ الشَّعيرَ طَحَنَ ثُلُثَهُ فَجَعَلوا مِنهُ شَيئًا لِيَأكُلوهُ يُقالُ لَهُ الحَريرَةُ ۱ ، فَلَمّا تَمَّ إنضاجُهُ أتى مِسكينٌ فَأَخرَجوا إلَيهِ الطَّعامَ ، ثُمَّ عَمِلَ الثُّلُثَ الثّانِيَ ، فَلَمّا تَمَّ إنضاجُهُ أتى يَتيمٌ فَسَأَلَ فَأَطعَموهُ ، ثُمَّ عَمِلَ الثُّلُثَ الثّالِثَ ، فَلَمّا تَمَّ إنضاجُهُ أتى أسيرٌ مِنَ المُشرِكينَ فَسَأَلَ فَأَطعَموهُ وطَوَوا يَومَهُم ذلِكَ ۲ .
۵۵۳.اِبنُ عَبّاسٍـ في قَولِ اللّهِ : «ويُؤثِرونَ عَلى أنفُسِهِم ولَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ» ـ : نَزَلَت في عَلِيٍّ وفاطِمَةَ والحَسَنِ والحُسَينِ عليهم السلام ۳ .
۵۵۴.أبو هُرَيرَةَ :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَشَكا إلَيهِ الجوعَ ، فَبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى بُيوتِ أزواجِهِ ، فَقُلنَ : ما عِندَنا إلاَّ الماءُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن لِهذَا الرَّجُلِ اللَّيلَةَ ؟ فَقالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام : أنَا لَهُ يا رَسولَ اللّهِ . وأتى فاطِمَةَ عليهاالسلامفَقالَ : ما عِندَكِ يَا بنَةَ رَسولِ اللّهِ ؟ فَقالَت : ما عندَنا إلاّ قوتُ الصِّبيَةِ لكِنّا نُؤثِرُ ضَيفَنا ، فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يَا ابنَةَ مُحَمَّدٍ ، نَوِّمِي الصِّبيَةَ وأطفِئِي المِصباحَ ، فَلَمّا أصبَحَ عَلِيٌّ عليه السلامغَدا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَلَم يَبرَح حَتّى أنزَلَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ : «ويُؤثِرونَ عَلى أنفُسِهِم ولَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ ومَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَاُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ ۴ » .
۵۵۵.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله جالِسٌ ذاتَ يَومٍ وأصحابُهُ جُلوسٌ حَولَهُ ، فَجاءَ عَلِيٌّ عليه السلاموعَلَيهِ سَمَلُ ۵ ثَوبٍ مُنخَرِقٍ عَن بَعضِ جَسَدِهِ ، فَجَلَسَ قَريبًا مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَنَظَرَ إلَيهِ ساعَةً ثُمَّ قَرَأَ : «ويُؤثِرونَ عَلى أنفُسِهِم ولَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ ومَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَاُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ» . ثُمَّ قالَ
رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ عليه السلام : أما إنَّكَ رَأسُ الَّذينَ نَزَلَت فيهِم هذِهِ الآيَةُ وسَيِّدُهُم وإمامُهُم . ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ : أينَ حُلَّتُكَ الَّتي كَسَوتُكَها يا عَلِيُّ ؟ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ بَعضَ أصحابِكَ أتاني يَشكو عُريَهُ وعُريَ أهلِ بَيتِهِ ، فَرَحِمتُهُ وآثَرتُهُ بِها عَلى نَفسي ، وعَرَفتُ أنَّ اللّهَ سَيَكسوني خَيرًا مِنها ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : صَدَقتَ ، أما إنَّ جَبرائيلَ قَد أتاني يُحَدِّثُني أنَّ اللّهَ (قَد) اتَّخَذَ لَكَ مَكانَها فِي الجَنَّةِ حُلَّةً خَضراءَ مِن إستَبرَقٍ ، وصِبغَتُها مِن ياقوتٍ وزَبَرجَدٍ ، فَنِعمَ الجَوازُ جَوازُ رَبِّكَ بِسَخاوَةِ نَفسِكَ ، وصَبرِكَ عَلى سَمَلَتِكَ ۶ هذِهِ المُنخَرِقَةِ ، فَأَبشِر يا عَلِيُّ . فَانصَرَفَ عَلِيٌّ عليه السلامفَرِحًا مُستَبشِرًا بِما أخبَرَهُ بِهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۷ .
1.الحريرة : الحساء من الدسم والدقيق . (لسان العرب : ۴ / ۱۸۴) .
2.مجمع البيان : ۱۰ / ۶۱۲ .
3.شواهد التنزيل : ۲ / ۳۳۲ / ۹۷۳ .
4.أمالي الطوسيّ : ۱۸۵/۳۰۹ ، وراجع تأويل الآيات الظاهرة : ۶۵۳ ، شواهد التنزيل : ۲/۳۳۱/۹۷۲ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۲ / ۷۴ .
5.السمل : الخَلَق من الثياب . (النهاية : ۲ / ۴۰۳) .
6.وفي المصدر «سلمتك» والصحيح ما أثبتناه في المتن .
7.تأويل الآيات الظاهرة : ۶۵۵ عن جابر بن يزيد .