مناقشة السند :
روى الرواية محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشّي في رجاله، الذي وصفه النجاشي وغيره كان ثقة عينا، وروى عن الضعفاء كثيرا ۱ .
وهذه روايته من تلك الروايات التي يرويها عن الضعفاء والغلاة وهم :
أ ـ أحمد بن علي القمّي التيملي المعروف بشقران، المقيم بكش ۲ .
كان أشلاً دوارا ۳ ، قرابة الحسين بن خرزاد وختنه على اخته ۴ ، فهو قمّي
تيملي، نسبة إلى تيم اللّه بن ثعلبة القبيلة المشهورة ۵
، فلم يكن أشعريا ولعله كان مهاجرا من الكوفة إلى قم، ويحمل معه بعض أفكار الغلاة، وأخرج إلى كش، وأقام فيها، ووصف بأنّه مصاب بالشلل والدوران، ومثل هذا المرض يؤثر على الحفظ والضبط . مالا يصح الاعتماد على رواياته . أضف إلى هذا أنّه ختن الحسين بن خرزاد الذي قال فيه النجاشي : قمّي كثير الحديث، قيل : إنّه غلا في آخر عمره ۶ ، وسكن كش ۷ .
ويروي عن الحسين بن عبيداللّه المغالي، فلا أظنه يخرج عن دائرة الغلاة وهو مجهول قطعا .
ب ـ الحسين بن عبيداللّه القمّي .
قال الشيخ الطوسي : يُرمى بالغلو من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ۸ ، وقال الكشّي : أُخرج من قم وقت كانوا يخرجون منها من اتهموه بالغلو ۹ . فهو من الغلاة، وأُخرج من قم بتهمة الغلو .
ج ـ محمّد بن أورمة .
قال النجاشي : ذكره القميّون وغمزوا عليه، ورموه بالغلو حتى دُس عليه من يفتك به، فوجدوه يصلي من أول اللّيل إلى آخره، فتوقفوا عنه، وحُكي عن جماعة من شيوخ القمّيين عن ابن الوليد أنّه قال : محمّد بن أرومة طُعن عليه بالغلو ۱۰ .
وقال الشيخ الطوسي في الفهرست : في رواياته تـخليط ۱۱ ، وقـال في رجاله : ضعيف ۱۲ .
وقال ابن الغضائري : اتهمه القمّيون بالغلو، وحديثه نقي لا فساد فيه، وما رأيت شيئا يُنسب إليه تضطرب فيه النفس، لا أوراقا في «تفسير الباطن» وما يليق بحديثه، وأظنها موضوعة ۱۳ .
وتوقف العلاّمة الحلي في روايته ۱۴ .
ومال السيّد الخوئي إلى الاعتماد على روايته التي ليس فيها تخليط أو غلو ۱۵ .
إذا فهو متهم بالغلو والتخليط، وأُخرج من قم بهذه التهمة، مختلف في توثيقه .
د ـ المفضل بن عمر الجعفي .
قال النجاشي : كوفي فاسد المذهب، مضطرب الرواية، لا يعبأ به . وقيل : إنّه كان خطابيا، وقد ذُكر له مصنّفات لا يعوّل عليها ۱۶ .
وقال ابن الغضائري : ضعيف متهافت، مرتفع القول، خطابي، وقد زيد عليه شيءٌ كثيرٌ، وحمل الغلاة في حديثه حملاً عظيما، ولا يجوز أن يكتب حديثه ۱۷ .
وقد روى الكشّي في شأن المفضّل عدة روايات، منها مادحة ومنها ذامة، وقال السيّد الخوئي فيها : أما الروايات الواردة في ذمه فلا يبعد، بما هو ضعيف السند منها، نعم إنّ ثلاث روايات منها تامة السنّد، إلاّ أنّه لابد من رد علمها إلى أهلها، فإنّها
لا تقاوم الروايات المتظافرة، التي لا يبعد دعوى العلم بصدورها من المعصوم إجمالاً على أنّ فيها ما هو الصحيح سندا .
ويكفي في جلالة المفضّل تخصيص الإمام الصادق عليه السلام إياه بكتابه المعروف «بتوحيد المفضّل» ۱۸ .
تبيّن أن هذه الرواية ضعيفة، لوجود أربعة من سلسلة رواة سندها ضعفاء، ومتهمون بالغلو والوضع .
1. رجال النجاشي ، ص ۳۷۲، رقم ۱۰۱۸ .
2. «كشّ» : قرية قرب جرجان، قال المقدسي : موضع بماوراء النهر . وقال السمعاني : قرية قريبة من سمرقند . (معجم البلدان ، ج ۴، ص ۴۷۷ ؛ والأنساب ، ج ۵، ص ۷۸) .
3. رجال الطوسي ، ص ۴۰۷، رقم ۵۹۲۹ .
4. رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۷۹۹، رقم ۹۹۰ .
5. الأنساب ، ج ۱، ص ۴۹۷ .
6. رجال النجاشي ، ص ۴۴، رقم ۸۷ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۴، ص ۳۱۷، رقم ۲۸۰۱ .
7. رجال الطوسي ، ص ۴۲۱، رقم ۶۰۷۵ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۴، ص ۳۱۸، رقم ۲۸۰۲ .
8. رجال الطوسي ، ص ۳۸۶، رقم ۵۶۸۰ .
9. رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۷۹۹ .
10. رجال النجاشي ، ص ۳۲۹، رقم ۸۹۱ .
11. الفهرست ، ص ۲۲۰، رقم ۶۲۰ .
12. رجال الطوسي ، ص ۴۴۸، رقم ۶۳۶۲ .
13. رجال ابن الغضائري ، ص ۹۳، رقم ۱۳۳ .
14. خلاصة الأقوال ، ص ۳۹۷، رقم ۱۶۰۲ .
15. معجم رجال الحديث ، ج ۱۵، ص ۱۱۸، رقم ۱۰۲۸۷ .
16. رجال النجاشي ، ص ۴۱۶، رقم ۱۱۱۲ .
17. رجال ابن الغضائري ، ص ۸۷، رقم ۱۱۷ .
18. معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۹۴ ـ ۳۰۴، رقم ۱۲۵۸۶ .