41
المعلّي بن خنيس

المعلّي بن خنيس
40

سعي المعلى للحكم:

عندما اجتاحت الثورة البلاد الإسلامية ، وأصبح الحكم الأموي في مهب الريح، كان المرشّح لاستلام الحكم أهل البيت عليهم السلام؛ لأنّهم يتحقق في ظلهم طموح الأُمة،
ويرتجى منهم العدل والانصاف للرعية، ولمّا كان شعار أهل البيت فضفاضا يستوعب عدة طموحات ظهرت عند البيت الهاشمي، فكان بنو الحسن ودعوتهم الزيدية وبني العباس ودعوتهم الكيسانية أولاً، ثُمَّ الخلافة ثانيا، والإمام الصادق المعصوم الذي عنده إرث النبوة وعلم الإمامة .
وكان لكل واحد من هذه الاتجاهات أعوان ودعاة يتسابقون لتطبيق شعار أهل البيت على صاحبهم، فكان المعلّى من أنشط أصحاب الإمام الصادق عليه السلامالداعين لأن يكون له .
عن المعلّى بن خُنَيس قال : ذهبت بكتاب عبدالسلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبداللّه عليه السلامحين ظهرت المسورة قبل أن يظهر بنو العباس بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الأمر إليك فماترى؟
قال : فضرب بالكتب الأرض وقال : أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام، أما يعلمون أنّه إنما يقتل السفياني ۱ .
وكان يتألم لضياع الأمر من أيدي الأئمّة . فقد روى الكشّي قال : كان المعلّى بن خنيس إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثا مغبرا في ذل لهوف، فإذا صعد الخطيب المنبر مد يديه نحو السماء ثُمَّ قال : «اللّهمَّ هذا مقام خلفائك، وأصفيائك وموضع أُمنائك، الذين خصصتهم بها، انتزعوها وأنت المقدّر للأشياء، لا يغلب قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من قدرك، كيف شئت وأنى شئت، علمك في إرادتك كعلمك في خلقك، حتى عاد صفوتك مغلوبين مقهورين، يرون حكمك مبدلاً، وكتابك منبوذا، وفرائضك محرّفة عن جهات شرائعك، وسنن نبيك ـ صلوات عليه ـ متروكة، اللّهمَّ العن أعداءهم في الأولين والآخرين، والغادين والرائحين، والماضين والغابرين . اللّهمَّ العن جبابرة زماننا وأشياعهم، وأتباعهم وأضرابهم، وأخوانهم إنّك
على كل شيء قدير» ۲ .
وكان العباسيون يرصدون تحرك المعلّى بن خُنَيس، وكان بعض الوشاة ينقل لهم ما يقوم به المعلّى .
روى الكليني بسنده عن صفوان الجمّال قال : إنَّ أبا جعفر المنصور قال لأبي عبداللّه عليه السلام: رُفع إليَّ أنّ مولاك المعلّى بن خُنَيس يدعو إليك ويجمع لك الأموال؟!
فقال : واللّه ما كان . إلى أن قال المنصور : فأنا أجمع بينك وبين من سعى بك .
فجاء الرجل الذي سعى به فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : يا هذا أتحلف؟
فقال : نعم، واللّه الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم لقد فعلت .
فقال أبو عبداللّه عليه السلام : ويلك تبجّل اللّه فيستحيي من تعذيبك، ولكن قل : برئت من حول اللّه وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي .
فحلف بها الرجل، فلم يستتمها حتى وقع ميتا، فقال أبو جعفر المنصور : لا أصدق عليك بعد هذا أبدا . وأحسن جائزته ورده ۳ .
ونتيجة حركته هذه كان الإمام الصادق عليه السلام يخشى عليه من أن يُقتل بأيدي أعدائهم ، لذا قال له : يا معلّى، لا تكونوا إسراء في أيدي الناس بحديثنا، إن شاؤوا آمنوا، وإن شاؤوا قتلوكم ۴ .
وأسرَّ أبا بصير بما يعلمه من مصير المعلّى فقال له : يا أبا بصير، اكتم عليَّ ما أقوله لك في المعلّى بن خُنَيس .
قلت : أفعل .
قال : أما إنّه ما كان ينال درجته إلاّ بما ينال من داوود بن علي؟ ـ قال ـ : يدعو به، فيضرب عنقه ويصلبه .
قلت : متى ذلك؟ قال : من قابل ۵ .

1. الكافي ، ج ۸، ص ۳۳۱ (ح ۵۰۹) .

2. رجال الكشي ، ج ۲، ص ۶۷۹، رقم ۷۱۵ ؛ بحارالأنوار ، ج ۸۷، ص ۳۶۹ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۶، ص ۱۴۶ ؛ مجمع الرجال ، ج ۶، ص ۱۱۰ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۴۱، رقم ۱۲۴۹۶ .

3. الكافي ، ج ۶، ص ۴۴۵ (ح ۳) ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۳، ص ۲۶۹ (ح ۲۹۵۵۰) .

4. رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۶۷۶ .

5. دلائل الإمامة ، ۲۵۷ ؛ الخرائج والجرائح ، ج ۲، ص ۶۴۷ (ح ۵۷) ؛ بحارالأنوار ، ج ۴۷، ص ۱۰۹ (ح ۱۴۴) .

  • نام منبع :
    المعلّي بن خنيس
    سایر پدیدآورندگان :
    حسين السّاعدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2983
صفحه از 260
پرینت  ارسال به