215
المعلّي بن خنيس

المعلّي بن خنيس
214

الخاتمة

طفنا معا في رحاب أحد أصحاب الإمام الصادق ومن المختصين به، راويا لحديثه، مدافعا عن حقه، مقدّما نفسه قربانا لنصرته، إلا وهو المحدّث الشهيد المعلّى بن خُنَيس، ونحاول هنا أن نسجّل أهم النتائج التي توصلنا لها في بحثنا هذا .
۱ . إنَّ المعلّى بن خُنَيس كان من خاصة الإمام الصادق عليه السلام ومولاه، وكان مكلّف بشؤونه الخاصة، ووكيل على بعض أمواله ليتجر بها .
۲ . إنَّ المعلّى عاصر قيام الدولة العباسية وظهور التيارات الشيعية (زيدية وكيسانية عباسية وغلاة وغيرهم) وكان ملتزما بهدي الإمام، عارفا بحقه، داعيا لطاعته، مجاهدا في سبيل أن يكون الحق (الحكم) عند أهله .
۳ . لنشاط المعلّى واختصاصه بالإمام الصادق عليه السلام وعلاقته به، وجّه داوود بن علي ـ العقل المخطط لقيام الدولة العباسية وثباتها ـ أول ضربة لمدرسة الإمام الصادق عليه السلام بقتل المعلّى؛ ليكون عبرةً لشيعة الإمام الصادق وأنصاره، لكيلا تتكرر مثل حركة المعلّى ونشاطه .
۴ . على أثر شهادته وقف الإمام عليه السلام في وجه داوود بن علي حتى أخذ السيرافي رئيس شرطته ومنفذ عملية القتل للمعلّى واقتص منه، ثُمَّ عاد إلى بيته يدعو اللّه لينتقم من داوود بن علي، وما أن طلع الفجر حتى مات داوود بدعاء الإمام الصادق عليه السلام .
۵ . أخذ الإمام يترحّم على المعلّى كلّما ذكره، ويدعو له بالمغفرة .
۶ . إنّ تضعيف النجاشي الاجتهادي الحدسي لايصلح لمعارضة النصوص القطيعة الصدور في توثيق المعلّى .
۷ . إنّ الأدلة التي ذكرها ابن الغضائري لا تستوجب تضعيفة، حيث أثبتنا أنّه ليس له علاقة بالمغيرة بن سعيد والمغيرية، وذكرنا جملة من الأدلة على ذلك منها رواياته في الإمام وحقه ووجوب طاعته، مالا ينسجم مع عقيدة المغيرية، ثُمَّ بحثنا علاقته مع محمّد بن عبداللّه بن الحسن وأثبتنا أنّه كان معارضا للحركة الزيدية الحسنية ولم يكن منهم، وقد نقلنا عدّة روايات صحيحة السند عنه في ردهم ومحجّتهم، أمّا علاقته بالغلاة ليس لها أساس من الصحة، وأنّ رواياته الصحيحة السند ليس فيها أي أثر من أفكار الغلاة .
۸ . درسنا الروايات في ذمه وأثبتنا ضعف سندها وقصور دلالتها، فلا يصح الاعتماد عليها بوصفه ضعيف الرواية .
۹ . درسنا الروايات التي قد يُستفاد منها فساد عقيدته وانحراف مسلكه، وأثبتنا أنّ تلك الروايات كانت على نحو المباحثة بينه وبين رفيقه عبداللّه بن أبي يعفور الثقة، وأنّه عرض رأيه على الإمام الصادق عليه السلام فنهاه، ولم نجد له إصرارا على معارضة الإمام عند نهيه له، كما هو الحال عند الغلاة .
۱۰ . جاءت عدّة روايات صحيحة السند ظاهرة الدلالة في وثاقته ومدحه، والترحّم عليه عن الإمام الصادق عليه السلام، قبل شهادته وبعدها .
۱۱ . وثّقه جملة من العلماء كالشيخ الطوسي، والعلاّمة الحلّي، وأحمد بن طاووس، والبهائي، والخواجوي، وأبو علي الحائري، والسيّد بحر العلوم، والجابلقي، والبروجردي، وملا علي العلياري التبريزي، والماحوزي، البحراني، وعبد النبي الكاظمي، والأعرجي الكاظمي، والسيّد الخوئي، والشيخ النمازي، والشيخ مسلم الداوري، والطبرسي النوري، ومحمّد آصف محسني، ومهدي هادوي،
وعباس المحمودي الدشتي، والسيّد علي الصدر وغيرهم .
۱۲ . له كتاب ذكره النجاشي والطوسي وطريقهما إليه صحيح، وكذا طريق الصدوق في المشيخة بعد أن رجّحنا أنّ المسمعي هو عبدالملك بن المسمعي الثقة .
۱۳ . انتشرت رواياته في كتب الحديث عند القدماء والمتأخرين، بحيث لا يخلو منها كتاب من كتب حديث مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
۱۴ . له أكثر من طريق (سند) لرواياته في كتب الحديث قمنا باستقرائها وجعلنا مشجرا لها تسهيلاً لدراستها .
۱۵ . له «۱۱۴» رواية في كتب الحديث، وبعد أن قطعنا بوثاقته وفقنا لتصحيح جملة من الروايات، فكانت حصيلة العمل في هذا السبيل كالآتي : «۶۷» رواية صحيحة، روايتان حسنة و «۱۵» رواية ضعيفة، و «۱۶» رواية مرسلة، و «۱۶» رواية مجهولة، و «۴» روايات موضوعة .
۱۶ . أفردنا فصلاً درسنا فيه ما انفرد عنه من الروايات فكانت «أربع روايات» رواية في خرق جبرائيل عليه السلامالأنهار بإبهامه، ورواية اختصاص الهند بالسحر، وأثبتنا وضعهما من قبل القصاصين .
والرواية الثالثة كانت في أعمال النيروز، وقد قطعنا بعدم صدورها؛ لإرسال الطوسي لها في المصباح، وعدم وجودها في النسخ المخطوطة والمطبوعة عدا الطبعة الحجرية في طهران .
والرواية الرابعة في فضائل النيروز ضعيفة السند بكل رواتها، موضوعة، ظهرت في العصر المغولي الذي ساد فيه إحياء آداب الفرس وأيامهم وأعيادهم، وأنّ بعضها تنسجم مع أقوال منجّمي الفرس، وأصحاب الفال منهم .
۱۷ . وأخيرا أنَّ المعلّى بن خُنَيس من الروات الثقات الذين تركوا لنا تراثا روائيا وموقفا سياسيا يمثّل رؤية شيعية عاشت في ظل الإمام حتى استشهد في سبيلها .

  • نام منبع :
    المعلّي بن خنيس
    سایر پدیدآورندگان :
    حسين السّاعدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2979
صفحه از 260
پرینت  ارسال به