193
المعلّي بن خنيس

الرواية الثانية : خرق الأنهار :

۲.في الكافي :عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عبداللّه بن أحمد، عن علي بن النعمان، عن صالح بن حمزة، عن أبان بن مصعب، عن يونس بن ظبيان أو المعلّى بن خُنَيس قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : مالكم من هذه الأنهار؟
فتبسم وقال : إنّ اللّه تعالى بعث جبرئيل وأمره أن يخرق بابهامه ثمانية أنهار في الأرض منها : سيحان، وجيحان وهو نهر بلخ، والحشوع وهو نهر الشاش، ومهران وهو نهر الهند، ونيل مصر، ودجلة والفرات، فما سقت أو أستقت فهو لنا، وما كان لنا فهو لشيعتنا، وليس لعدونا منه شيء إلاّ ما غصب عليه، وإن وليّنا لفي أوسع ممّا بين
هذه إلى هذه ـ يعني بين السماء والأرض ـ ثُمَّ تلا هذه الآية : «قُلْ هِىَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا» المغصوبين عليها «خَالِصَةً» لهم «يَوْمَ الْقِيَـمَةِ» ۱ بلا غصب ۲ .

1. سورة الأعراف ، الآية ۳۲ .

2. الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۹ (ح ۵) ؛ بحارالأنوار ، ج ۵۷، ص ۴۶ ـ ۴۷ .


المعلّي بن خنيس
192

دراسة الرواية :

يظهر من سياق الرواية أنّها من الموضوعات، وضعت عن المعلّى بن خُنَيس، ونسبت إلى الإمام الصادق عليه السلام، ومثل هذه التّرهات تحل لدى بعض الذين يجعلون أنفسهم في موضع الجواب عن كل شيء، ومن بينها تفسير بعض الظواهر الطبيعية، أو علل اختصاص بعض البلدان والشعوب بأمر معروف عنهم، كاشتهار السحر والتنجيم في الهند، فقد سعى هذا الوضّاع أن يجيب على سبب اختصاص الهند بالسحر والتنجيم، فوضع هذه القصة في كيفية التعلم والاختصاص، ومن الوهلة الاُولى بالنظر إلى مفاد الرواية يتضح وضعها واختلاقها، فكيف يبعث اللّه الكواكب السيارة على شكل بشر بمهمة تعليمية تخالف حكمته!! فاللّه تعالى جعل الملائكة واسطة بينه وبين البشر كجبريل، وقصة هاروت وماروت، وهل يصح أنّ سبب السحر والتنجيم بهذه الطريقة، وهو يقص علينا قصة الملكين هاروت وماروت في قوله تعالى : «وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَـطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَـنَ وَ مَا كَفَرَ سُلَيْمَـنُ وَ لَـكِنَّ الشَّيَـطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَ مَآ أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـرُوتَ وَ مَـرُوتَ وَ مَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِى بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِى وَ مَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِى مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ يَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَ لاَ يَنفَعُهُمْ وَ لَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَلـهُ مَا لَهُو فِى الْأَخِرَةِ مِنْ خَلَـقٍ وَ لَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِى أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ» ۱ .
وأنّ السحر من عمل الشياطين، وما جاء به هاروت و ماروت لإبطال السحر على قول بعض المفسرين ۲ ، وليس من قبل اللّه سبحانه وبواسطة المشتري، ونزوله على شكل رجل مع أعجمي، وأُخرى في الهند .
وهذه الاسطورة تنسجم مع عقائد البابِليّين، وبعد أن عرفت أحد مهابط السحر ببابل كما في قصة الملكين هاروت وماروت .
وقال الشعراني مشيرا إلى ذلك في تعليقته على شرح الكافي لمحمّد صالح المازندراني : وأما نزول المشتري في صورة رجل مبني اعتقاد البابليين بكون الكواكب ذات روحانية، وأنّ روحانيتها تتمثل لمن أراد روح الكواكب ۳ .
ولعل الوضّاع كان عراقيا ومتاثرا بالأفكار البابلية، وقريب من هذا الاعتقاد عند صابئة العراق وأساطير بلاد الرافدين، كاسطورة ايتنا واينوما ايلش، وكقصة شجرة الكرز، وقصة سميرأميس، وغيرها ۴ .

1. سورة البقرة ، الآية ۱۰۲ .

2. مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ .

3. شرح أُصول الكافي ، ج ۱۲، ص ۴۶۴ (ح ۵۰۷) .

4. عادات وتقاليد الشعوب القديمة ، ص ۱۰۸ ـ ۱۹۲ .

  • نام منبع :
    المعلّي بن خنيس
    سایر پدیدآورندگان :
    حسين السّاعدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2940
صفحه از 260
پرینت  ارسال به