89
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

۵. دور الذكر في العمل الصالح والصيت الحسن

عندما ينفذ ذكر اللّٰه‏ في القلب تزول الأنانية التي هي ـ كما قال السيّد الإمام الخميني قدس سره۱ ـ أصل اُصول الفتن ومصدر الرذائل الخُلُقية، لتحلّ محلّها إرادة اللّٰه؛‏ وبذلك تصبح جميع أعمال الإنسان صالحة، ويحسن صيت الإنسان الصالح في الدنيا والآخرة.۲

۶. دور الذكر في تأمين الرفاه المادّي وحلّ مشاكل الحياة

كما أنّ ذكر اللّه‏ مفتاح الكمالات المعنوية، كذلك هو مفتاح لتيسير الاُمور وحلّ مشاكل الحياة وتأمين الحاجات المادّية أيضاً؛ لأنّ الذكر يوجد التقوى، وقد ضمن اللّه‏ ــــ تعالى ــــ تأمين حاجات المتّقين وحلّ مشاكلهم.۳

وبعبارة اُخرى: إنّ من مصاديق ذكر اللّه‏ لذاكره، تأمين حاجاته وحل مشاكله.۴

۷. دور الذكر في المحبّة

تعتبر محبّة اللّه‏ من أكبر بركات ذكر اللّه‏ وأهمّ ثماره، فالذكر يطهّر الذاكر ـــ في الخطوة الاُولى ــــ من الأرجاس الأخلاقية والعمليةویهیّئ الأرضية للاقتراب من بساط القرب الإلهي، ويقرّب الإنسان في الخطوة الثانية من ربّه، فيأنس الإنسان إلى اللّه‏ تدريجياً ويعشقه، وفي الخطوة الثالثة تهيّئ المحبّة الحقيقية أرضية المعرفة واللقاء القلبي للّه‏ الذي هو غاية مقاصد العرفاء، والذاكرون الذين بلغوا هذه الغاية هم طلائع الصالحين والأبرار في القيامة.۵

1.. راجع: رسالة الإمام الخمیني إلى ولده السيّد أحمد الخمینی فی ۱۷ ربیع الأوّل عام ۱۴۰۷ه‍ والتي جاء فیها: «ولدي، احذر الأنانیة والخیلاء فإنّهما من الشیطان... واعلم أنّ تمام ما تعانیه البشریة من المصائب إنّما هو من هذا الإرث الشیطاني الذی هو أصل الفتنة». (راجع: صحیفۀ امام (بالفارسیّة)، ج ۲۰، ص ۱۵۴) والظاهر أنّ مراد الإمام من «أصل الفتنة» هو الرذائل الأخلاقیة التی تمتدّ جذورها فی الأنانیة والخیلاء.

2.. راجع: ص ۸۵ (خیر الدنیا والآخرة).

3.. راجع: ص ۷۵ و ۷۶ (نجاح الاُمور) (الرزق بغیر بضاعة) و (النجاة من الشدائد).

4.. (وَ مَن يتَّقِ اللَّهَ يجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَ يرْزُقْهُ مِنْ حَیثُ لاَ يحْتَسِبُ) (الطلاق: ۲ ـ ۳).

5.. راجع: ص۷۷ (التقرّب إلى اللّٰه)‏ وص۷۸ (الاُنس باللّٰه‏) و (حُبّ اللّٰه‏) وص۷۹ (لقاء اللّٰه‏) وص۸۴ (نور يوم القیامة) وص۸۵ (خیر الدنیا والآخرة).


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
88

بالنسبة إلى ذاكره تتناسب مع مراتب ذكره، فكلّما كان الذكر أعمق وأوسع، شملت البركات الإلهية الذاكر أكثر.

على هذا الأساس فإنّ جميع آثار الذكر وبركاته التي ذكرناها في الفصل الخامس من هذه الرسالة هي في الحقيقة بيان لكيفية ذكر اللّه‏ لذاكره وبيان للنعم التي تعود على الذاكر نتيجة للذكر.

۲. دور ذكر اللّٰه‏ في إزالة آفات الحياة

إنّ جميع النصوص الدالّة على أنّ الذكر يبعد الشيطان عن الإنسان ويمحو الذنوب، بل يبدلها حسنات، ويعالج أمراض النفس، ويطهّر القلب۱، تبيّن في الحقيقة دور الذكر في إزالة آفات الحياة.

۳. دور ذكر اللّٰه‏ في بناء الروح

إنَّ بناء الروح وتربيتها من الآثار الاُخرى للذكر، فالإنسان يطمئنّ في ظلّ ذكر اللّٰه‏، وينشرح صدره، وتصقل نفسه، وتحيا روحه، ويعمر قلبه۲؛ وبذلك ينال الكمالات المعنوية والمراتب الإنسانية الرفيعة.

۴. دور ذكر اللّٰه‏ في ظهور العلم والحكمة والعصمة الباطنية

إنّ ذكر اللّٰه‏ ينوّر القلب، وفي ظلّ هذا النور يصل الإنسان إلى نور العلم والحكمة الحقيقية، وبالتالي فإنّه سيتسلّح بقوّة البصيرة الإلهية ويدرك الحقائق التي لا يمكن الوصول إليها من خلال قنوات التعليم والتعلّم، ويتعزّز من خلال ذلك إيمانه بالحقائق الغيبية ويبلغ درجة اليقين، ويقرّبه اليقين من حدود العصمة.۳

1.. راجع: ص ۶۸ (طرد الشّیطان) وص ۷۲ (شفاء القلب) و (صلاح القلب) وص۷۷ (كفّارة السیئات) وص۸۲ (نزول السكینة) وص ۸۳ (مباهاة اللّٰه‏).

2.. راجع: ص۷۱ (انشراح الصدر) و (جلاء القلب) وص۷۳ (حیاة القلب) وص۷۲ (عمارة القلب).

3.. راجع: ص ۷۴ (نور القلب) و (حكمة القلب) وص ۷۹ (العصمة من السهو).

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10605
صفحه از 204
پرینت  ارسال به