59
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

الفصل الرابع

فَضلُ شَهرِ رَجَبٍ وفَضلُ صِيامِهِ

۴ / ۱

سَعَةُ رَحمَةِ اللّهِ في شَهرِ رَجَبٍ

۱۳۱.رسول اللّٰه‏ صلی الله علیه و اله: رَجَبٌ شَهرُ اللّهِ الأصَبُّ، يَصُبُّ اللّهُ فيهِ الرَّحمَةَ علیٰ عِبادِهِ.۱

۱۳۲.عنه‏ صلی الله علیه و اله: سُمِّيَ شَهرُ رَجَبٍ «شَهرَ اللّهِ الأصَبَّ» لأنَّ الرَّحمَةَ عَلیٰ اُمَّتي تُصَبُّ صَبّا فيهِ، ويُقالُ «الأصَمُّ» لِأ نّهُ نُهِيَ فيهِ عَن قِتالِ المُشرِكينَ، وهُوَ مِنَ الشُّهورِ الحُرُمِ.۲

۱۳۳.بحار الأنوار عن عبداللّٰه بن عبّاس: كانَ رسولُ اللّهِ صلی الله علیه و اله إذا جاءَ شَهرُ رَجبٍ جَمَعَ المُسلمِينَ حَولَهُ وقامَ فيهِم خَطيبا... ثُمَّ قالَ: أيُّهَا المُسلِمونَ! قَد أظَلَّكُم شَهرٌ عَظيمٌ مُبارَكٌ، وهُوَ شَهرُ الأصَبِّ، يَصُبُّ فيهِ الرَّحمَةَ عَلیٰ مَن عَبَدَهُ؛ إلّا عَبدا مُشرِكا أو مُظهِرَ بِدعَةٍ فِي الإسلامِ.۳

۴ / ۲

نِداءُ المَلَكِ الدّاعي

۱۳۴.رسول اللّٰه‏ صلی الله علیه و اله: إنَّ اللّهَ تَعالیٰ نَصَبَ فِي السَّماءِ السّابِعَةِ مَلَكا يُقالُ لَهُ: الدّاعي،

1.. عيون أخبار الرِّضا علیه السلام: ج۲ ص۷۱ ح ۳۳۱، بحارالأنوار: ج۹۷ ص۳۶ ح ۱۶.

2.. النوادر للأشعري: ص۱۸ ح ۲، بحار الأنوار: ج۹۷ ص۳۹ ح ۲۴.

3.. بحار الأنوار: ج۹۷ ص۴۷ ح ۳۳ نقلاً عن النوادر للراوندي، مستدرك الوسائل: ج۷ ص۵۳۱ ح ۸۸۲۷.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
58

خاصّة، ومن هنا سُمّیت بـ «صیام الخواصّ».

ثالثاً: صوم خواصّ الخواصّ

يتمثّل هذا الضرب من الصيام بكفّ القلب وتحصينه عن كلّ ما يشغله سوى اللّٰه‏ سبحانه، حلالاً كان الشاغل أم حراماً. يقول أبو حامد الغزالي (ت ۵۰۵ ق) في نعت هذه الدرجة من الصوم:

۰.وأمّا صوم خصوص الخصوص فصوم القَلب عَن الهمم الدنيّة والأفكار الدنيويّة‏ وكفّه عمّا سوى اللّٰه‏ بالكلّية؛ ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفِكر فيما سوى اللّٰه‏ واليوم الآخر، وبالفكر في الدنيا إلّا دنيا تراد للدِّين؛ فإنَّ ذلك زاد الآخرة وليس من الدّنيا، حتّى قال أرباب القلوب: مَن تحرّكت همّته بالتصرّف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه، كتبت عليه خطيئة، فإنَّ ذلك من قلّة الوثوق بفضل اللّه‏ وقلّة اليقين برزقه الموعود، وهذه رتبة الأنبياء والصدّيقين والمقرّبين،ولا يطوَّل النظر في تفصيلها قولاً ولكن‏في تحقيق‌ها عملاً، فإنّه إقبال بكُنه الهمّة على اللّٰه،‏ وانصراف عن غير اللّٰه،‏ وتلبّس بمعنى قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)۱.۲

من جهته يُومِئ الإمام أمير المؤمنين عليّ علیه السلام إلى المراتب الثلاث هذه بقوله:

۰.صَومُ القَلبِ خَيرٌ مِن‏صِيامِ اللِّسانِ، وصِيامُ اللِّسانِ خَيرٌ مِن‏ صِيامِ البَطنِ.۳

على أنَّ لكلّ واحدة من المرتبتين الأخيرتين مراتب كثيرة بحسب مجاهدات الصائمين واستعدادهم، كما يختلف الصوم أيضاً من زاوية دوافع الصائم، حيث يأتي في ذروة هذه المراتب حال الصائم حين لا يكون الباعث إلى صيامه الخوف من العقاب أو الطمع في الثواب، وإنّما امتثال الأمر الإلهي والرغبة في قربه، والطمع برضاه ولقائه سبحانه.

1.. الأنعام: ۹۱.

2.. إحیاء علوم الدین: ج ۱ ص ۳۵۰؛ المحجّة البیضاء: ج ۲ ص ۱۳۱.

3.. غرر الحكم: ج۴ ص۲۲۳ ح۵۸۹۰.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10658
صفحه از 204
پرینت  ارسال به