57
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

يتبيّن لنا من الروايات الّتي سلفت، وكذلك الّتي ستأتي في فصل «آداب الصيام»، أنَّ الصوم يقسّم من حيث المراتب ومن زاوية الدور الّذي ينهض به في تكامل الإنسان، إلى ثلاثة أقسام. وفي هذا السياق قسّم علماء الأخلاق وأرباب السَّير والسلوك، الصيامَ إلى: صوم العوامّ، وصوم الخواصّ، وصوم خواصّ الخواصّ، على ما سنتحدّث عنه ملخّصاً.

أوّلاً: صوم العوامّ

يتمثّل صوم العوامّ باجتناب مفطّرات الصيام والإمساك عنها، على التفصيل المذكور في الكتب الفقهية. وهذه المرتبة من الصوم تعدّ أيسر مراتبه وأدناها، وما روي عن النَّبي صلی الله علیه و اله من قوله:

۰.إنَّ أيسَرَ مَا افتَرَضَ اللّهُ تَعالیٰ عَلَى الصّائِمِ في صِيامِه، تَركُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ.۱

إنَّما هو إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام.

ثانياً: صوم الخواصّ

في صوم الخواصّ لا يقتصر الصائم في صومه على الإمساك عن مفطّرات الصيام، إنّما يتجنّب كلّ المحرّمات الإلٰهية ويمتنع عنها أيضاً. وبذلك يضحى الإمساك عن المفطّرات هو شرط صحّة الصيام، أمّا اجتناب المحرّمات فهو شرط قبوله. ممّا لاشكّ فیه أنّ هذه الدرجة من الصیام تحتاج إلی مجاهدات وریاضات کثیرة، فلذا لاینالها سوی المجاهدین

1.. راجع: ص۵۶ ح۱۲۸.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
56

۱۲۷.الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ الرَّجُلَ لَيَصومُ يَوماً تَطَوُّعاً يُريدُ ما عِندَ اللّهِ عزّ و جل، فَيُدخِلُهُ اللّهُ بِهِ الجَنَّةَ.۱

۳ / ۱۴

دَرَجاتُ الصِّيامِ

۱۲۸.رسول اللّٰه‏ صلی الله علیه و اله: إنَّ أيسَرَ مَا افتَرَضَ اللّهُ تَعالیٰ عَلَى الصّائِمِ في صِيامِهِ تَركُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ.۲

۱۲۹.الإمام عليّ علیه السلام: صَومُ الجَسَدِ الإِمساكُ عَنِ الأَغذِيَةِ بِإِرادَةٍ وَاختِيارٍ؛ خَوفا مِنَ العِقابِ ورَغبَةً فِي الثَّوابِ وَالأَجرِ.۳

۱۳۰.عنه علیه السلام: صَومُ النَّفسِ إمساكُ الحَواسِّ الخَمسِ عَن سائِرِ المَآثِمِ، وخُلُوُّ القَلبِ عَن جَميعِ أسبابِ الشَّرِّ.۴

۱۰.كَلامٌ حَولَ مَراتِبِ الصِّيامِ

1.. الكافي: ج۴ ص۶۳ ح ۵، تهذيب الأحكام: ج۲ ص۲۳۸ ح ۹۴۱، كتاب من لا يحضره الفقيه: ج۱ ص۲۰۹ ح ۶۳۱.

2.. المقنعة: ص۳۱۰، الإقبال: ج۱ ص۱۹۶.

3.. غرر الحكم: ج۴ ص۲۲۳ ح ۵۸۸۸، عيون الحكم والمواعظ: ص۳۰۵ ح ۵۴۲۳.

4.. غرر الحكم: ج۴ ص۲۲۳ ح ۵۸۸۹، عيون الحكم والمواعظ: ص۳۰۵ ح ۵۴۲۴.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10624
صفحه از 204
پرینت  ارسال به