اللّٰه، واستجابة الدعاء، والابتعاد عن نار جهنّم، والسكينة في يوم القيامة، والتمهيد لنيل شفاعة أولياء اللّٰه، والفوز في بلوغ الجنّة الموعودة.
وأهمّ بركات الصيام ـــ مثل كلّ العبادات ـــ هو القرب المعنوي من اللّٰه سبحانه، والتنعّم بلذّة معرفته الشهودية التي لا يمكن مقارنتها بأيّ لذّة اُخرى:
۰.وَما أطيَبَ طَعمَ حُبِّكَ وَما أعذَبَ شِربَ قُربِكَ!۱
وقسّم كبار العارفين والسالكين مراتب الصيام إلى ثلاثة أقسام وفقاً لتعاليم أهل البيت علیهم السلام، هي:
۱. صيام العامّة
أقلّ درجات الصوم صيام العامّة، أي عامّة الناس، وشرطه اجتناب كلّ ما يُبطل الصيام، مثل: الأكل والشرب، وغيرهما من المفطرات.
۲. صيام الخواصّ
خواصّ الصائمين هم من يجتنبون المفطرات وبقية الذنوب.
۳. صيام خواصّ الخواصّ
في هذه المرتبة لايجتنب الصائم المفطرات والذنوب فقط، بل يهجر كلّ ما يشغله عن ذكر اللّٰه سبحانه.
وعلى هذا الأساس فأعلى درجات الركن الرابع للاعتكاف (الصوم)، هي أعلى درجات الركن الخامس، أي اجتناب آفات الاعتکاف، فلو تيسّر للمعتکف أن يظفر بهذه المرتبة من الصيام في أيّام الاعتكاف، فقد حاز أعلى مراتب بركاته.
ولبلوغ هذه الغاية يمكن للتهجّد ونافلة الليل والمناجاة بأنواعها