وكذلك يُكره للمعتكف أيضاً كلّ ما يُكره عمله للمقيم في المسجد، مثل: النوم دون ضرورة، أو أكل ما تؤذي رائحته الآخرين من الطعام۱. ویكره له كذلك كلّ ما يُكره للصائم الإتيان به في طوال النهار۲.
وقد ذكرت بعض مذاهب أهل السنّة موارد اُخرى تحت عنوان «مكروهات الاعتكاف»، منها: الاعتكاف أقلّ من عشرة أيّام وأكثر من شهر واحد، وكثرة الكتابة إلّا إذا كانت من أجل لقمة العيش وبقدر الضرورة، والانشغال بشيء سوى الصلاة والذكر وقراءة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار والصلوات وغيرها۳.
ويمكن القول بنحوٍ عامّ: يُكره كلّ ما يُبعد المعتكف عن هدف الاعتكاف الأساسي وهو ذكر اللّٰه والاستئناس به.
بركات الاعتكاف
یشتمل الاعتكاف على جميع الفضائل والبركات المذكورة في القرآن الكريم والأحاديث: من الحضور في المسجد، والصيام، وذكر اللّٰه سبحانه؛ وبناء عليه فجميع آثار وبركات هذه العبادات تتأتّی دفعة واحدة من هذه العبادة.
وبعبارة اُخرى: كلّما استطاع المعتكف أن يقرن حضوره القصير في المسجد بآدابه ويُضفي عليه مزيداً من العمق الروحي، تعاظم الأثر البنّاء للاعتكاف في روحه ونفسه، وظفر بحسنات ونتائج إيجابية أكثر.
وتأسيساً على ذلك فربما اعتكف شخصان في مسجدٍ واحدٍ غير أنّه لايمكن مقارنة ما جنياه من مراتب الاستفادة. وسنشرع في توضيح هذا الأمر بعرض بركات أوّل ركن للاعتكاف وهو النية، فنقول:
مراتب بركات النية
هناك مراتب للنیّة وللدافع الذي یدفع الإنسان لجميع العبادات ـــ ومنها