سَيِّدي! بِكَ وَصَلوا إلیٰ مَرضاتِكَ، وبِكَرَمِكَ استَشعَروا مَلابِسَ مُوالاتِكَ.
سَيِّدي! فَاجعَلني مِمَّن ناسَبَهُم مِن أهلِ طاعَتِكَ، ولا تُدخِلني فيمَن جانَبَهُم مِن أهلِ مَعصِيَتِكَ، وَاجعَل مَا اعتَقَدتُهُ مِن ذِكرِكَ خالِصاً مِن شُبَهِ الفِتَنِ، سالِماً مِن تَمويهِ الأَسرارِ وَالعَلَنِ، مَشوباً بِخَشيَتِكَ في كُلِّ أوانٍ، مُقَرَّباً مِن طاعَتِكَ فِي الإِظهارِ وَالإِبطانِ، داخِلاً فيما يُؤيِّدُهُ الدّينُ ويَعصِمُهُ، خارِجاً مِمّا تَبنيهِ الدُّنيا وتَهدِمُهُ، مُنَزَّهاً عَن قَصدِ أحَدٍ سِواكَ، وَجيهاً عِندَكَ يَومَ أقومُ لَكَ وأَلقاكَ، مُحَصَّناً مِن لَواحِقِ الرِّئاءِ، مُبَرَّءاً مِن بَوائِقِ۱ الأَهواءِ، عارِجاً إلَيكَ مَعَ صالِحِ الأَعمالِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ، مُتَّصِلاً لا يَنقَطِعُ بَوادِرُهُ، ولا يُدرَكُ آخِرُهُ، مُثبَتاً عِندَكَ فِي الكُتُبِ المَرفوعَةِ في عِلِّيّينَ، مَخزوناً [لَدَيكَ] فِي الدّيوانِ المَكنونِ الَّذي يَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ، ولا يَمَسُّهُ إلّاَ المُطَهَّرونَ.
اللَّهُمَّ أنتَ وَلِيُّ الأَصفِياءِ وَالأَخيارِ، ولَكَ الخَلقُ وَ[إلَيكَ] الاِختِيارُ، وقَد ألبَستَني فِي الدُّنيا ثَوبَ عافِيَتِكَ، وأَودَعتَ قَلبي صَوابَ مَعرِفَتِكَ، فَلا تُخلِني فِي الآخِرَةِ عَن عَواطِفِ رَأفَتِكَ، وَاجعَلني مِمَّن شَمِلَهُ عَفوُكَ، ولَم يَنَلهُ سَطوَتُكَ.
يا مَن يَعلَمُ عِلَلَ الحَرَكاتِ وحَوادِثَ السُّكونِ، ولا تَخفیٰ عَلَيهِ عَوارِضُ الخَطَراتِ في مَحالِّ الظُّنونِ، اجعَلنا مِنَ الَّذينَ أوضَحتَ لَهُمُ الدَّليلَ عَلَيكَ، وفَسَحتَ لَهُمُ السَّبيلَ إلَيكَ، فَاستَشعَروا مَدارِعَ الحِكمَةِ، وَاستَطرَقوا سُبُلَ التَّوبَةِ، حَتّیٰ أناخوا في رِياضِ الرَّحمَةِ،