كُلِّ عامٍ، وقَد أسبَغتَ عَلَيَّ مَلابِسَ الإِنعامِ، ثُمَّ رَزَقتَني مِن ألطافِ المَعاشِ، وأَصنافِ الرِّياشِ، وكَنَفتَني بِالرِّعايَةِ في جَميعِ مَذاهِبي، وبَلَّغتَني ما اُحاوِلُ مِن سائِرِ مَطالِبي إتماماً لِنِعمَتِكَ لَدَيَّ، وإيجاباً لِحُجَّتِكَ عَلَيَّ، وذٰلِكَ أكثَرُ مِن أن يُحصِيَهُ القائِلونَ، أو يُثنِيَ بِشُكرِهِ العامِلونَ، فَخالَفتُ ما يُقَرِّبُني مِنكَ، وَاقتَرَفتُ ما يُباعِدُني عَنكَ، فَظاهَرتَ عَلَيَّ جَميلَ سِترِكَ، وأَدنَيتَني بِحُسنِ نَظَرِكَ وبِرِّكَ، ولَم يُباعِدني عَن إحسانِكَ تَعَرُّضي لِعِصيانِكَ، بَل تابَعتَ عَلَيَّ في نِعَمِكَ، وعُدتَ بِفَضلِكَ وكَرَمِكَ [بَل تابعتَ عَلَيَّ كرمَكَ وَإنعامَكَ، وعُدتَ عَليَّ فضلَكَ وعَوائِدَ إحسانِكَ]، فَإِن دَعَوتُكَ أجَبتَني، وإن سَأَلتُكَ أعطَيتَني، وإن شَكَرتُكَ زِدتَني، وإن أمسَكتُ عَن مَسأَلَتِكَ ابتَدَأتَني، فَلَكَ الحَمدُ عَلیٰ بَوادي أياديكَ وتَواليها، حَمداً يُضاهي آلاءَكَ ويُكافيها.
سَيِّدي! سَتَرتَ عَلَيَّ فِي الدُّنيا ذُنوباً ضاقَ عَلَيَّ مِنهَا المَخرَجُ، وأَ نَا إلیٰ سَترِها عَلَيَّ فِي القِيامَةِ أحوَجُ، فَيامَن جَلَّلَني بِسِترِهِ عَن لَواحِظِ المُتَوَسِّمينَ، لا تُزِل سِترَكَ عَنّي عَلیٰ رُؤوسِ العالَمينَ.
سَيِّدي! أعطَيتَني فَأَسنَيتَ۱ حَظّي، وحَفِظتَني فَأَحسَنتَ حِفظي، وغَذَّيتَني فَأَنعَمتَ غِذائي، وحَبَوتَني فَأَكرَمتَ مَثوايَ، وتَوَلَّيتَني بِفَوائِدِ البِرِّ وَالإِكرامِ، وخَصَصتَني بِنَوافِلِ الفَضلِ وَالإِنعامِ، فَلَكَ الحَمدُ عَلیٰ جَزيلِ جودِكَ، ونَوافِلِ مَزيدِكَ، حَمداً جامِعاً لِشُكرِكَ الواجِبِ، مانِعاً مِن عَذابِكَ الواصِبِ۲، مُكافِئاً لِما بَذَلتَهُ مِن أقسامِ المَواهِبِ.
سَيِّديٰ عَوَّدتَني إسعافي بِكُلِّ ما أسأَلُكَ، وإجابَتي إلیٰ تَسهيلِ كُلِّ ما اُحاوِلُهُ، وأَ نَا أعتَمِدُكَ في كُلِّ ما يَعرِضُ لي مِنَ الحاجاتِ،