155
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

۶ / ۱۱ ـ ۲۰

مُناجاةُ المُتَضَرِّعينَ

۳۷۳.الإمام زين العابدين علیه السلام:
إلٰهي! أحمَدُكَ ـــ وأَنتَ لِلحَمدِ أهلٌ ـــ عَلیٰ حُسنِ صَنيعِكَ إلَيَّ، وسُبوغِ نَعمائِكَ عَلَيَّ، وجَزيلِ عَطائِكَ عِندي، وعَلیٰ ما فَضَّلتَني بِهِ مِن رَحمَتِكَ، وأَسبَغتَ عَلَيَّ مِن نِعمَتِكَ، فَقَدِ اصطَنَعتَ عِندي ما يَعجِزُ عَنهُ شُكري، ولَولا إحسانُكَ إلَيَّ، وسُبوغُ نَعمائِكَ عَلَيَّ، ما بَلَغتُ إحرازَ حَظّي، ولا إصلاحَ نَفسي، ولٰكِنَّكَ ابتَدَأتَني بِالإِحسانِ، ورَزَقتَني في اُموري كُلِّهَا الكِفايَةَ، وصَرَفتَ عَنّي جَهدَ البَلاءِ، ومَنَعتَ مِنّي مَحذورَ القَضاءِ.
إلٰهي! فَكَم مِن بَلاءٍ جاهِدٍ قَد صَرَفتَ عَنّي، وكَم مِن نِعمَةٍ سابِغَةٍ أقرَرتَ بِها عَيني، وكَم مِن صَنيعَةٍ كَريمَةٍ لَكَ عِندي، أنتَ الَّذي أجَبتَ عِندَ الاِضطِرارِ دَعوَتي، وأَقَلتَ عِندَ العِثارِ زَلَّتي، وأَخَذتَ لي مِنَ الأَعداءِ بِظُلامَتي.
إلٰهي! ما وَجَدتُكَ بَخيلاً حينَ سَأَلتُكَ، ولا مُنقَبِضاً حينَ أرَدتُكَ، بَل وَجَدتُكَ لِدُعائي سامِعاً، ولِمَطالِبي مُعطِياً، ووَجَدتُ نُعماكَ عَلَيَّ سابِغَةً في كُلِّ شَأنٍ مِن شَأني، وكُلِّ زَمانٍ مِن زَماني، فَأَنتَ عِندي مَحمودٌ، وصَنيعُكَ لَدَيَّ مَبرورٌ، تَحمَدُكَ نَفسي ولِساني وعَقلي حَمدا يَبلُغُ الوَفاءَ وحَقيقَةَ الشُّكرِ، حَمداً يَكونُ مَبلَغَ رِضاكَ عَنّي، فَنَجِّني مِن سُخطِكَ.
يا كَهفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ، ويا مُقيلي عَثرَتي، فَلَولا سَترُكَ عَورَتي لَكُنتُ مِنَ المَفضوحينَ، ويا مُؤَيِّدي بِالنَّصرِ، فَلَولا نَصرُكَ إيّايَ لَكُنتُ مِنَ المَغلوبينَ، ويا مَن وَضَعَت لَهُ المُلوكُ نيرَ


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
154

كَفَرَ بِكَ، وكُلٌّ ذائِقُ المَوتِ، وكُلٌّ صائِرٌ إلَيكَ.
فَتَبارَكتَ وتَعالَيتَ لا إلٰهَ إلّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ، آمَنتُ بِكَ، وصَدَّقتُ رُسُلَكَ، وقَبِلتُ كِتابَكَ، وكَفَرتُ بِكُلِّ مَعبودٍ غَيرِكَ، وبَرِئتُ مِمَّن عَبَدَ سِواكَ.
اللّٰهُمَّ إنّي اُصبِحُ واُمسي مُستَقِلّاً لِعَمَلي، مُعتَرِفاً بِذَنبي، مُقِرّاً بِخَطايايَ، أنَا بِإِسرافي عَلیٰ نَفسي ذَليلٌ، عَمَلي أهلَكَني، وهَوايَ أرداني، وشَهَواتي حَرَمَتني.
فَأَسأَلُكَ يا مَولايَ سُؤالَ مَن نَفسُهُ لاهِيَةٌ لِطولِ أمَلِهِ، وبَدَنُهُ غافِلٌ لِسُكونِ عُروقِهِ، وقَلبُهُ مَفتونٌ بِكَثرَةِ النِّعَمِ عَلَيهِ، وفِكرُهُ قَليلٌ لِما هُوَ صائِرٌ إلَيهِ، سُؤالَ مَن قَد غَلَبَ عَلَيهِ الأَمَلُ، وفَتَنَهُ الهَویٰ، وَاستَمكَنَت مِنهُ الدُّنيا، وأَظَلَّهُ الأَجَلُ، سُؤالَ مَنِ استَكثَرَ ذُنوبَهُ، وَاعتَرَفَ بِخَطيئَتِهِ، سُؤالَ مَن لا رَبَّ لَهُ غَيرُكَ، ولا وَلِيَّ لَهُ دونَكَ، ولا مُنقِذَ لَهُ مِنكَ، ولا مَلجَأَ لَهُ مِنكَ إلّا إلَيكَ.
إلٰهي! أسأَ لُكَ بِحَقِّكَ الواجِبِ عَلیٰ جَميعِ خَلقِكَ، وبِاسمِكَ العَظيمِ الَّذي أمَرتَ رَسولَكَ أن يُسَبِّحَكَ بِهِ، وبِجَلالِ وَجهِكَ الكَريمِ، الَّذي لا يَبلیٰ ولا يَتَغَيَّرُ، ولا يَحولُ ولا يَفنیٰ، أن تُصَلِّيَ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن تُغنِيَني عَن كُلِّ شَيءٍ بِعِبادَتِكَ، وأَن تُسَلِّيَ نَفسي عَنِ الدُّنيا بِمَخافَتِكَ، وأَن تُثنِيَني بِالكَثيرِ مِن كَرامَتِكَ بِرَحمَتِكَ، فَإِلَيكَ أفِرُّ، ومِنكَ أخافُ، وبِكَ أستَغيثُ، وإيّاكَ أرجو، ولَكَ أدعو، وإلَيكَ ألجَأُ، وبِكَ أثِقُ، وإيّاكَ أستَعينُ، وبِكَ اُومِنُ، وعَلَيكَ أتَوَكَّلُ، وعَلیٰ جودِكَ وكَرَمِكَ أتَّكِلُ.۱

1.. الصحيفة السجّادية: ص۲۲۱ الدعاء ۵۲.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10700
صفحه از 204
پرینت  ارسال به