مَولايَ! وَارحَمني إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنيا أثَري، وَامَّحیٰ مِنَ المَخلوقينَ ذِكري، وكُنتُ فِي المَنسِيّينَ كَمَن قَد نُسِيَ.
مَولايَ! وَارحَمني عِندَ تَغَيُّرِ صورَتي، وحالي إذا بَلِيَ جِسمي وتَفَرَّقَت أعضائي، وتَقَطَّعَت أوصالي، يا غَفلَتي عَمّا يُرادُ بي!
مَولايَ! وَارحَمني في حَشري ونَشري، وَاجعَل في ذٰلِكَ اليَومِ مَعَ أولِيائِكَ مَوقِفي، وفي أحِبّائِكَ مَصدَري، وفي جِوارِكَ مَسكَني، يا رَبَّ العالَمينَ.۱
۶ / ۱۱ ـ ۱۹
مُناجاةُ المُلِحّينَ
۳۷۲.الإمام زين العابدين علیه السلام:
يا اللّهُ الَّذي لا يَخفیٰ عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ، وكَيفَ يَخفیٰ عَلَيكَ يا إلٰهي ما أنتَ خَلَقتَهُ، وكَيفَ لا تُحصي ما أنتَ صَنَعتَهُ، أو كَيفَ يَغيبُ عَنكَ ما أنتَ تُدَبِّرُهُ، أو كَيفَ يَستَطيعُ أن يَهرُبَ مِنكَ مَن لا حَياةَ لَهُ إلّا بِرِزقِكَ، أو كَيفَ يَنجو مِنكَ مَن لا مَذهَبَ لَهُ في غَيرِ مُلكِكَ؟!
سُبحانَكَ! أخشیٰ خَلقِكَ لَكَ أعلَمُهُم بِكَ، وأَخضَعُهُم لَكَ أعمَلُهُم بِطاعَتِكَ، وأَهوَنُهُم عَلَيكَ مَن أنتَ تَرزُقُهُ وهُوَ يَعبُدُ غَيرَكَ.
سُبحانَكَ! لا يَنقُصُ سُلطانَكَ مَن أشرَكَ بِكَ وكَذَّبَ رُسُلَكَ، ولَيسَ يَستَطيعُ مَن كَرِهَ قَضاءَكَ أن يَرُدَّ أمرَكَ، ولا يَمتَنِعُ مِنكَ مَن كَذَّبَ بِقُدرَتِكَ، ولا يَفوتُكَ مَن عَبَدَ غَيرَكَ، ولا يُعَمَّرُ فِي الدُّنيا مَن كَرِهَ لِقاءَكَ.
سُبحانَكَ! ما أعظَمَ شَأنَكَ، وأَقهَرَ سُلطانَكَ، وأَشَدَّ قُوَّتَكَ، وأَنفَذَ أمرَكَ.
سُبحانَكَ! قَضَيتَ عَلیٰ جَميعِ خَلقِكَ المَوتَ؛ مَن وَحَّدَكَ ومَن