ويا مُغيثَ المَكروبينَ، ويا حِصنَ اللّاجينَ، إن لَم أعُذ بِعِزَّتِكَ فَبِمَن أعوذُ، وإن لَم ألُذ بِقُدرَتِكَ فَبِمَن ألوذُ، وقَد ألجَأَتنِي الذُّنوبُ إلَى التَّشَبُّثِ بِأَذيالِ عَفوِكَ، وأَحوَجَتنِي الخَطايا إلَى استِفتاحِ أبوابِ صَفحِكَ، ودَعَتنِي الإِساءَةُ إلَى الإِناخَةِ بِفِناءِ عِزِّكَ، وحَمَلَتنِي المَخافَةُ مِن نَقِمَتِكَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِعُروَةِ عَطفِكَ، وما حَقُّ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِكَ أن يُخذَلَ، ولا يَليقُ بِمَنِ استَجارَ بِعِزِّكَ أن يُسلَمَ أو يُهمَلَ.
إلٰهي! فَلا تُخلِنا مِن حِمايَتِكَ، ولا تُعرِنا مِن رِعايَتِكَ، وذُدنا عَن مَواردِ الهَلَكَةِ، فَإِنّا بِعَينِكَ وفي كَنَفِكَ ولَكَ، أسأَلُكَ بِأَهلِ خاصَّتِكَ مِن مَلائِكَتِكَ، وَالصّالِحينَ مِن بَرِيَّتِكَ، أن تَجعَلَ عَلَينا واقِيَةً تُنَجّينا مِنَ الهَلَكاتِ، وتُجِنُّنا مِنَ الآفاتِ، وتُكِنُّنا مِن دَواهِي المُصيباتِ، وأَن تُنزِلَ عَلَينا مِن سَكينَتِكَ، وأَن تُغَشِّيَ وُجوهَنا بِأَنوارِ مَحَبَّتِكَ، وأَن تُؤوِيَنا إلیٰ شَديدِ رُكنِكَ، وأَن تَحوِيَنا في أكنافِ عِصمَتِكَ، بِرَأفَتِكَ ورَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱
۶ / ۱۱ ـ ۱۷
مُناجاةُ الزّاهِدينَ
۳۷۰.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! أسكَنتَنا داراً حَفَرَت لَنا حُفَرَ مَكرِها، وعَلَّقَتْنا بِأَيدِي المَنايا في حَبائِلِ غَدرِها، فَإِلَيكَ نَلتَجِئُ مِن مَكائِدِ خُدَعِها، وبِكَ نَعتَصِمُ مِنَ الاِغتِرارِ بِزَخارِفِ زينَتِها، فَإِنَّهَا المُهلِكَةُ طُلّا بَهَا، المُتلِفَةُ حُلّالَها، المَحشُوَّةُ بِالآفاتِ، المَشحونَةُ بِالنَّكَباتِ.
إلٰهي! فَزَهِّدنا فيها، وسَلِّمنا مِنها بِتَوفيقِكَ وعِصمَتِكَ، وَانزَع عَنّا