149
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

عَن قُلوبِهِم وسَرائِرِهِم، وَانشَرَحَت بِتَحقيقِ المَعرِفَةِ صُدورُهُم، وعَلَت لِسَبقِ السَّعادَةِ فِي الزَّهادَةِ هِمَمُهُم، وعَذُبَ في مَعينِ المُعامَلَةِ شِربُهُم، وطابَ في مَجلِسِ الاُنسِ سِرُّهُم، وأَمِنَ في مَوطِنِ المَخافَةِ سِربُهُم، وَاطمَأَنَّت بِالرُّجوعِ إلیٰ رَبِّ الأَربابِ أنفُسُهُم، وتَيَقَّنَت بِالفَوزِ وَالفَلاحِ أرواحُهُم، وقَرَّت بِالنَّظَرِ إلیٰ مَحبوبِهِم أعيُنُهُم، وَاستَقَرَّ بِإِدراكِ السُّؤلِ ونَيلِ المَأمولِ قَرارُهُم، ورَبِحَت في بَيعِ الدُّنيا بِالآخِرَةِ تِجارَتُهُم.
إلٰهي! ما ألَذَّ خَواطِرَ الإِلهامِ بِذِكرِكَ عَلَى القُلوبِ، وما أحلَى المَسيرَ إلَيكَ بِالأَوهامِ في مَسالِكِ الغُيوبِ، وما أطيَبَ طَعمَ حُبِّكَ، وما أعذَبَ شِربَ قُربِكَ! فَأَعِذنا مِن طَردِكَ وإبعادِكَ، وَاجعَلنا مِن أخَصِّ عارِفيكَ، وأَصلَحِ عِبادِكَ، وأَصدَقِ طائِعيكَ، وأَخلَصِ عُبّادِكَ، يا عَظيمُ يا جَليلُ، يا كَريمُ يا مُنيلُ، بِرَحمَتِكَ ومَنِّكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۱۵

مُناجاةُ الذّاكِرينَ

۳۶۸.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! لَولاَ الواجِبُ مِن قَبولِ أمرِكَ لَنَزَّهتُكَ مِن ذِكري إيّاكَ، عَلیٰ أنَّ ذِكري لَكَ بِقَدري لا بِقَدَرِكَ، وما عَسیٰ أن يَبلُغَ مِقداري حَتّیٰ اُجعَلَ مَحَلّاً لِتَقديسِكَ؟! ومِن أعظَمِ النِّعَمِ عَلَينا جَرَيانُ ذِكرِكَ عَلیٰ ألسِنَتِنا، وإذنُكَ لَنا بِدُعائِكَ وتَنزيهِكَ وتَسبيحِكَ. إلٰهي! فَأَلهِمنا ذِكرَكَ فِي الخَلَأِ وَالمَلَأِ، وَاللَّيلِ وَالنَّهارِ، وَالإِعلانِ وَالإِسرارِ، وفِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ، وآنِسنا بِالذِّكرِ الخَفِيِّ، وَاستَعمِلنا بِالعَمَلِ الزَّكِيِّ، وَالسَّعيِ المَرضِيِّ، وجازِنا بِالميزانِ الوَفِيِّ.

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۵۰ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
148

إيّاهُ البُلوغَ لِما أمَّلَ، إنَّكَ عَلیٰ كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
إلٰهي! أسأَ لُكَ ـــ مَسأَلَةَ مَن يَعرِفُكَ كُنهَ مَعرِفَتِكَ ـــ مِن كُلِّ خَيرٍ يَنبَغي لِلمُؤمِنِ أن يَسلُكَهُ، وأَعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَرٍّ وفِتنَةٍ أعَذتَ بِها أحِبّاءَكَ مِن خَلقِكَ، إنَّكَ عَلیٰ كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
إلٰهي! أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ المِسكينِ الَّذي قَد تَحَيَّرَ في رَجاهُ، فَلا يَجِدُ مَلجَأً ولا مَسنَداً يَصِلُ بِهِ إلَيكَ، ولا يَستَدِلُّ بِهِ عَلَيكَ إلّا بِكَ، وبِأَركانِكَ ومَقاماتِكَ الَّتي لا تَعطيلَ لَها مِنكَ، فَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذي ظَهَرتَ بِهِ لِخاصَّةِ أولِيائِكَ، فَوَحَّدوكَ وعَرَفوكَ فَعَبَدوكَ بِحَقيقَتِكَ، أن تُعَرِّفَني نَفسَكَ، لِاُقِرَّ لَكَ بِرُبوبِيَّتِكَ عَلیٰ حَقيقَةِ الإِيمانِ بِكَ، ولا تَجعَلني يا إلٰهي مِمَّن يَعبُدُ الاِسمَ دونَ المَعنیٰ.
وَالحَظني بِلَحظَةٍ مِن لَحَظاتِكَ، تُنَوِّرُ بِها قَلبي بِمَعرِفَتِكَ خاصَّةً، ومَعرِفَةِ أولِيائِكَ، إنَّكَ عَلیٰ كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.۱

۳۶۷.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّه‏ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ، وعَجَزَتِ العُقولُ عَن إدراكِ كُنهِ جَمالِكَ، وَانحَسَرَتِ الأَبصارُ دونَ النَّظَرِ إلیٰ سُبُحاتِ وَجهِكَ، ولَم تَجعَل لِلخَلقِ طَريقاً إلیٰ مَعرِفَتِكَ إلّا بِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِكَ.
إلٰهي! فَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ تَوَشَّحَت أشجارُ الشَّوقِ إلَيكَ في حَدائِقِ صُدورِهِم، وأَخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم، فَهُم إلیٰ أوكارِ الأَفكارِ يَأوونَ، وفي رِياضِ القُربِ وَالمُكاشَفَةِ يَرتَعونَ، ومِن حِياضِ المَحَبَّةِ بِكَأسِ المُلاطَفَةِ يَكرَعونَ، وشَرايِعَ المُصافاةِ يَرِدونَ، قَد كُشِفَ الغِطاءُ عَن أبصارِهِم، وَانجَلَت ظُلمَةُ الرَّيبِ عَن عَقائِدِهِم مِن ضَمائِرِهِم، وَانتَفَت مُخالَجَةُ الشَّكِّ

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۹۴ ح ۱۲ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10731
صفحه از 204
پرینت  ارسال به