إلٰهِي! ارحَم عَبدَكَ الذَّليلَ ذَا اللِّسانِ الكَليلِ، وَالعَمَلِ القَليلِ، وَامنُن عَلَيهِ بِطَولِكَ الجَزيلِ، وَاكنُفهُ تَحتَ ظِلِّكَ الظَّليلِ، يا كَريمُ يا جَميلُ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱
۶ / ۱۱ ـ ۱۴
مُناجاةُ العارِفينَ
۳۶۶.بحار الأنوار عن نوف البكالي: رَأَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ مُوَلِّيا مُبادِرا، فَقُلتُ: أينَ تُريدُ يا مَولايَ؟
فَقالَ: دَعني يا نَوفُ، إنَّ آمالي تُقَدِّمُني فِي المَحبوبِ. فَقُلتُ: يا مَولايَ وما آمالُكَ؟ قالَ: قَد عَلِمَهَا المَأمولُ، وَاستَغنَيتُ عَن تَبيينِها لِغَيرِهِ، وكَفیٰ بِالعَبدِ أدَباً ألّا يُشرِكَ في نِعَمِهِ وإرَبِهِ غَيرَ رَبِّهِ.
فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنّي خائِفٌ عَلیٰ نَفسي مِنَ الشَّرَهِ، وَالتَّطَلُّعِ إلیٰ طَمَعٍ مِن أطماعِ الدُّنيا.
فَقالَ لي: وأَينَ أنتَ عَن عِصمَةِ الخائِفينَ، وكَهفِ العارِفينَ؟! فَقُلتُ: دُلَّني عَلَيهِ.
قالَ: اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ؛ تَصِلُ أمَلَكَ بِحُسنِ تَفَضُّلِهِ، وتُقبِلُ عَلَيهِ بِهَمِّكَ، وأَعرِض عَنِ النّازِلَةِ في قَلبِكَ، فَإِن أجَّلَكَ بِها فَأَنَا الضّامِنُ مِن مَورِدِها، وَانقَطِع إلَى اللّهِ سُبحانَهُ فَإِنَّهُ يَقولُ: وعِزَّتي وجَلالي! لَاُقَطِّعَنَّ أمَلَ كُلِّ مَن يُؤَمِّلُ غَيري بِاليَأسِ، ولَأَكسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ فِي النّاسِ، ولَاُبَعِّدَنَّهُ مِن قُربي، ولَاُقَطِّعَنَّهُ عَن وَصلي، ولَاَخمِلَنَّ ذِكرَهُ حينَ يَرعیٰ غَيري.
أيُؤَمِّلُ ـــ وَيلَهُ ـــ لِشَدائِدِهِ غَيري، وكَشفُ الشَّدائِدِ بِيَدي؟! ويَرجو سِوايَ