143
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

رِضوانِكَ، وشَوقي إلَيكَ ذائِداً عَن عِصيانِكَ، وَامنُن بِالنَّظَرِ إلَيكَ عَلَيَّ، وَانظُر بِعَينِ الوُدِّ وَالعَطفِ إلَيَّ، ولا تَصرِف عَنّي وَجهَكَ، وَاجعَلني مِن أهلِ الإِسعادِ وَالحُظوَةِ عِندَكَ، يا مُجيبُ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۱۲

مُناجاةُ المُتَوَسِّلينَ

۳۶۴.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! لَيسَ لي وَسيلَةٌ إلَيكَ إلّا عَواطِفُ رَأفَتِكَ، ولا لي ذَريعَةٌ إلَيكَ إلّا عَواطِفُ رَحمَتِكَ، وشَفاعَةُ نَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحمَةِ ومُنقِذِ الاُمَّةِ مِنَ الغُمَّةِ، فَاجعَلهُما لي سَبَباً إلیٰ نَيلِ غُفرانِكَ، وصَيِّرهُما لي وُصلَةً إلَى الفَوزِ بِرِضوانِكَ، وقَد حَلَّ رَجائي بِحَرَمِ كَرَمِكَ، وحَطَّ طَمَعي بِفِناءِ جودِكَ، فَحَقِّق فيكَ أمَلي، وَاختِم بِالخَيرِ عَمَلي، وَاجعَلني مِن صَفوَتِكَ الَّذينَ أحلَلتَهُم بُحبوحَةَ جَنَّتِكَ، وبَوَّأتَهُم دارَ كَرامَتِكَ، وأَقرَرتَ أعيُنَهُم بِالنَّظَرِ إلَيكَ يَومَ لِقائِكَ، وأَورَثتَهُم مَنازِلَ الصِّدقِ في جِوارِكَ.
يا مَن لا يَفِدُ الوافِدونَ عَلیٰ أكرَمَ مِنهُ، ولا يَجِدُ القاصِدونَ أرحَمَ مِنهُ، يا خَيرَ مَن خَلا بِهِ وَحيدٌ، ويا أعطَفَ مَن أویٰ إلَيهِ طَريدٌ، إلیٰ سَعَةِ عَفوِكَ مَدَدتُ يَدي، وبِذَيلِ كَرَمِكَ أعلَقتُ كَفّي، فَلا تُولِنِي الحِرمانَ، ولا تَبتَلِني بِالخَيبَةِ وَالخُسرانِ، يا سَميعَ الدُّعاءِ.۲

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۸ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.

2.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۹ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
142

۶ / ۱۱ ـ ۱۱

مُناجاةُ المُحِبّينَ

۳۶۳.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! مَن ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنكَ بَدَلاً، ومَن ذَا الَّذي أنِسَ بِقُربِكَ فَابتَغیٰ عَنكَ حِوَلاً؟ إلٰهي! فَاجعَلنا مِمَّنِ اصطَفَيتَهُ لِقُربِكَ ووَلايَتِكَ، وأَخلَصتَهُ لِوُدِّكَ ومَحَبَّتِكَ، وشَوَّقتَهُ إلیٰ لِقائِكَ، ورَضَّيتَهُ بِقَضائِكَ، ومَنَحتَهُ بِالنَّظَرِ إلیٰ وَجهِكَ، وحَبَوتَهُ بِرِضاكَ، وأَعَذتَهُ مِن هَجرِكَ وقِلاكَ، وبَوَّأتَهُ مَقعَدَ الصِّدقِ في جِوارِكَ، وخَصَصتَهُ بِمَعرِفَتِكَ، وأَهَّلتَهُ لِعِبادَتِكَ، وهَيَّمتَهُ لِإِرادَتِكَ، وَاجتَبَيتَهُ لِمُشاهَدَتِكَ، وأَخلَيتَ وَجهَهُ لَكَ، وفَرَّغتَ فُؤادَهُ لِحُبِّكَ، ورَغَّبتَهُ فيما عِندَكَ، وأَلهَمتَهُ ذِكرَكَ، وأَوزَعتَهُ شُكرَكَ، وشَغَلتَهُ بِطاعَتِكَ، وصَيَّرتَهُ مِن صالِحي بَرِيَّتِكَ، وَاختَرتَهُ لِمُناجاتِكَ، وقَطَعتَ عَنهُ كُلَّ شَيءٍ يَقطَعُهُ عَنكَ.
اللّٰهُمَّ اجعَلنا مِمَّن دَأبُهُمُ الاِرتِياحُ إلَيكَ وَالحَنينُ، ودَهرُهُمُ الزَّفرَةُ وَالأَنينُ، جِباهُهُم ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ، وعُيونُهُم ساهِرَةٌ في خِدمَتِكَ، ودُموعُهُم سائِلَةٌ مِن خَشيَتِكَ، وقُلوبُهُم مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِكَ، وأَفئِدَتُهُم مُنخَلِعَةٌ مِن مَهابَتِكَ، يا مَن أنوارُ قُدسِهِ لِأَبصارِ مُحِبّيهِ رائِقَةٌ، وسُبُحاتُ وَجهِهِ لِقُلوبِ عارِفيهِ شائِقَةٌ، يا مُنیٰ قُلوبِ المُشتاقينَ، ويا غايَةَ آمالِ المُحِبّينَ، أسأَلُكَ حُبَّكَ تَجعَلَكَ أحَبَّ إلَيَّ مِمّا سِواكَ، وأَن تَجعَلَ حُبّي إيّاكَ قائِداً إلیٰ

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10655
صفحه از 204
پرینت  ارسال به