141
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

۶ / ۱۱ ـ ۱۰

مُناجاةُ الآنِسينَ

۳۶۱.رسول اللّٰه‏ صلی الله علیه و اله:
اللّٰهُمَّ اجعَلنا مَشغولينَ بِأَمرِكَ، آمِنينَ بِوَعدِكَ، آيِسينَ مِن خَلقِكَ، آنِسينَ بِكَ، مُستَوحِشينَ مِن غَيرِكَ، راضينَ بِقَضائِكَ، صابِرينَ عَلیٰ بَلائِكَ، شاكِرينَ عَلیٰ نَعمائِكَ، مُتَلَذِّذينَ بِذِكرِكَ، فَرِحينَ بِكِتابِكَ، مُناجينَ إيّاكَ آناءَ اللَّيلِ وأَطرافَ النَّهارِ، مُستَعِدّينَ لِلمَوتِ، مُشتاقينَ إلیٰ لِقائِكَ، مُبغِضينَ لِلدُّنيا، مُحِبّينَ لِلآخِرَةِ، (وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَیٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ)۱.۲

۳۶۲.الإمام عليّ علیه السلام:
اللّٰهُمَّ إنَّكَ آنَسُ الآنِسينَ لِأَولِيائِكَ، وأَحضَرُهُم بِالكِفايَةِ لِلمُتَوَكِّلينَ عَلَيكَ، تُشاهِدُهُم في سَرائِرِهِم، وتَطَّلِعُ عَلَيهِم في ضَمائِرِهِم، وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائِرِهِم، فَأَسرارُهُم لَكَ مَكشوفَةٌ، وقُلوبُهُم إلَيكَ مَلهوفَةٌ، إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِكرُكَ، وإن صُبَّت عَلَيهِمُ المَصائِبُ لَجَؤوا إلَى الاِستِجارَةِ بِكَ، عِلما بِأَنَّ أزِمَّةَ الاُمورِ بِيَدِكَ، ومَصادِرَها عَن قَضائِكَ.
اللّٰهُمَّ إن فَهِهتُ عَن مَسأَلَتي أو عَميتُ عَن طَلِبَتي فَدُلَّني عَلیٰ مَصالِحي، وخُذ بِقَلبي إلیٰ مَراشِدي، فَلَيسَ ذٰلِكَ بِنُكرٍ مِن هِداياتِكَ، ولا بِبِدعٍ مِن كِفاياتِكَ، اللّٰهُمَّ احمِلني عَلیٰ عَفوِكَ ولا تَحمِلني عَلیٰ عَدلِكَ.۳

1.. آل عمران: ۱۹۴.

2.. جامع الأخبار: ص۳۶۴ ح ۱۰۱۳، بحار الأنوار: ج۹۵ ص۳۶۰ ح ۱۶.

3.. نهج البلاغة: الخطبة ۲۲۷، بحار الأنوار: ج۶۹ ص۳۲۹ ح ۴۰.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
140

تَكُن دَليلَهُ، وما أوضَحَ الحَقَّ عِندَ مَن هَدَيتَهُ سَبيلَهُ، إلٰهي! فَاسلُك بِنا سُبُلَ الوُصولِ إلَيكَ، وسَيِّرنا في أقرَبِ الطُّرُقِ لِلوُفودِ عَلَيكَ، قَرِّب عَلَينَا البَعيدَ، وسَهِّل عَلَينَا العَسيرَ الشَّديدَ، وأَلحِقنا بِالعِبادِ الَّذينَ هُم بِالبِدارِ إلَيكَ يُسارِعونَ، وبابَكَ عَلَى الدَّوامِ يَطرُقونَ، وإيّاكَ فِي اللَّيلِ يَعبُدونَ، وهُم مِن هَيبَتِكَ مُشفِقونَ.
الَّذينَ صَفَّيتَ لَهُمُ المَشارِبَ، وبَلَّغتَهُمُ الرَّغائِبَ، وأَنجَحتَ لَهُمُ المَطالِبَ، وقَضَيتَ لَهُم مِن وَصلِكَ المَآرِبَ، ومَلَأتَ لَهُم ضَمائِرَهُم مِن حُبِّكَ، ورَوَّيتَهُم مِن صافي شِربِكَ، فَبِكَ إلیٰ لَذيذِ مُناجاتِكَ وَصَلوا، ومِنكَ أقصیٰ مَقاصِدِهِم حَصَّلوا، فَيا مَن هُوَ عَلَى المُقبِلينَ عَلَيهِ مُقبِلٌ، وبِالعَطفِ عَلَيهِم عائِدٌ مُفضِلٌ، وبِالغافِلينَ عَن ذِكرِهِ رَحيمٌ رَؤُوفٌ، وبِجَذبِهِم إلیٰ بابِهِ وَدودٌ عَطوفٌ، أسأَ لُكَ أن تَجعَلَني مِن أوفَرِهِم مِنكَ حَظّاً، وأَعلاهُم عِندَكَ مَنزِلاً، وأَجزَلِهِم مِن وُدِّكَ قِسماً، وأَفضَلِهِم في مَعرِفَتِكَ نَصيباً، فَقَدِ انقَطَعَت إلَيكَ هِمَّتي، وَانصَرَفَت نَحوَكَ رَغبَتي.
فَأَنتَ لا غَيرُكَ مُرادي، ولَكَ لا لِسِواكَ سَهَري وسُهادي، ولِقاؤُكَ قُرَّةُ عَيني، ووَصلُكَ مُنیٰ نَفسي، وإلَيكَ شَوقي، وفي مَحَبَّتِكَ وَلَهي، وإلیٰ هَواكَ صَبابَتي، ورِضاكَ بُغيَتي، ورُؤيَتُكَ حاجَتي، وجِوارُكَ طَلِبَتي، وقُربُكَ غايَةُ سُؤلي، وفي مُناجاتِكَ اُنسي وراحَتي، وعِندَكَ دَواءُ عِلَّتي وشِفاءُ غُلَّتي، وبَردُ لَوعَتي وكَشفُ كُربَتي، فَكُن أنيسي في وَحشَتي، ومُقيلَ عَثرَتي، وغافِرَ زَلَّتي، وقابِلَ تَوبَتي، ومُجيبَ دَعوَتي، ووَلِيَّ عِصمَتي، ومُغنِيَ فاقَتي، ولا تَقطَعني عَنكَ، ولا تُبعِدني مِنكَ، يا نَعيمي وجَنَّتي، ويا دُنيايَ وآخِرَتي.۱

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۷ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10720
صفحه از 204
پرینت  ارسال به