139
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

۶ / ۱۱ ـ ۸

مُناجاةُ المُطيعينَ

۳۵۹.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! ألهِمنا طاعَتَكَ، وجَنِّبنا مَعاصِيَكَ، ويَسِّر لَنا بُلوغَ ما نَتَمَنّیٰ مِنِ ابتِغاءِ رِضوانِكَ، وأَحلِلنا بُحبوبَةَ جِنانِكَ، وَاقشَع عَن بَصائِرِنا سَحابَ الاِرتِيابِ، وَاكشِف عَن قُلوبِنا أغشِيَةَ المِريَةِ وَالحِجابِ، وأَزهِقِ الباطِلَ عَن ضَمائِرِنا، وأَثبِتِ الحَقَّ في سَرائِرِنا، فَإِنَّ الشُّكوكَ وَالظُّنونَ لَواقِحُ الفِتَنِ، ومُكَدِّرَةٌ لِصَفوِ المَنائِحِ وَالمِنَنِ.
اللّٰهُمَّ احمِلنا في سُفُنِ نَجاتِكَ، ومَتِّعنا بِلَذيذِ مُناجاتِكَ، وأَورِدنا حِياضَ حُبِّكَ، وأَذِقنا حَلاوَةَ وُدِّكَ وقُربِكَ، وَاجعَل جِهادَنا فيكَ، وهَمَّنا في طاعَتِكَ، وأَخلِص نِيّاتِنا في مُعامَلَتِكَ، فَإِنّا بِكَ ولَكَ، ولا وَسيلَةَ لَنا إلَيكَ إلّا بِكَ.
إلٰهِي! اجعَلني مِنَ المُصطَفَينَ الأَخيارِ، وأَلحِقني بِالصّالِحينَ الأَبرارِ، السّابِقينَ إلَى المَكرُماتِ، المُسارِعينَ إلَى الخَيراتِ، العامِلينَ لِلباقِياتِ الصّالِحاتِ، السّاعِينَ إلیٰ رَفيعِ الدَّرَجاتِ، إنَّكَ عَلیٰ كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وبِالإِجابَةِ جَديرٌ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۹

مُناجاةُ المُريدينَ

۳۶۰.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، سُبحانَكَ ما أضيَقَ الطُّرُقَ عَلیٰ مَن لَم

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۷ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
138

عَن ذِكرِ مَحامِدِكَ تَرادُفُ عَوائِدِكَ، وأَعياني عَن نَشرِ عَوارِفِكَ تَوالي أياديكَ، وهٰذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ بِسُبوغِ النَّعماءِ، وقابَلَها بِالتَّقصيرِ، وشَهِدَ عَلیٰ نَفسِهِ بِالإِهمالِ وَالتَّضييعِ، وأَنتَ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ، البَرُّ الكَريمُ، الَّذي لا يُخَيِّبُ قاصِديهِ، ولا يَطرُدُ عَن فِنائِهِ آمِليهِ، بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرّاجينَ، وبِعَرصَتِكَ تَقِفُ آمالُ المُستَرفِدينَ، فَلا تُقابِل آمالَنا بِالتَّخييبِ وَالإِياسِ، ولا تُلبِسنا سِربالَ القُنوطِ وَالإِبلاسِ.
إلٰهي! تَصاغَرَ عِندَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكري، وتَضاءَلَ في جَنبِ إكرامِكَ إيّايَ ثَنائي ونَشري، جَلَّلَتني نِعَمُكَ مِن أنوارِ الإِيمانِ حُلَلاً، وضَرَبَت عَلَيَّ لَطائِفُ بِرِّكَ مِنَ العِزِّ كِلَلاً، وقَلَّدَتني مِنَنُكَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ، وطَوَّقَتني أطواقاً لا تُفَلُّ، فَآلاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِساني عَن إحصائِها، ونَعماؤُكَ كَثيرَةٌ قَصُرَ فَهمي عَن إدراكِها فَضلاً عَنِ استِقصائِها، فَكَيفَ لي بِتَحصيلِ الشُّكرِ وشُكري إيّاكَ يَفتَقِرُ إلیٰ شُكرٍ؟! فَكُلَّما قُلتُ: «لَكَ الحَمدُ» وَجَبَ عَلَيَّ لِذٰلِكَ أن أقولَ: «لَكَ الحَمدُ».
إلٰهي! فَكَما غَذَّيتَنا بِلُطفِكَ، ورَبَّيتَنا بِصُنعِكَ، فَتَمِّم عَلَينا سَوابِغَ النِّعَمِ، وَادفَع عَنّا مَكارِهَ النِّقَمِ، وآتِنا مِن حُظوظِ الدّارَينِ أرفَعَها وأَجَلَّها عاجِلاً وآجِلاً، ولَكَ الحَمدُ عَلیٰ حُسنِ بَلائِكَ، وسُبوغِ نَعمائِكَ، حَمداً يُوافِقُ رِضاكَ، ويَمتَرِي العَظيمَ مِن بِرِّكَ ونَداكَ، يا عَظيمُ يا كَريمُ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۶ نقلاً عن بعض الكتب.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10630
صفحه از 204
پرینت  ارسال به