إلٰهي! هَل تُسَوِّدُ وُجوهاً خَرَّت ساجِدَةً لِعَظَمَتِكَ؟ أو تُخرِسُ ألسِنَةً نَطَقَت بِالثَّناءِ عَلیٰ مَجدِكَ وجَلالَتِكَ؟ أو تَطبَعُ عَلیٰ قُلوبٍ انطَوَت عَلیٰ مَحَبَّتِكَ؟ أو تُصِمُّ أسماعاً تَلَذَّذَت بِسَماعِ ذِكرِكَ في إرادَتِكَ؟ أو تَغُلُّ أكُفّاً رَفَعَتهَا الآمالُ إلَيكَ رَجاءَ رَأفَتِكَ؟ أو تُعاقِبُ أبداناً عَمِلَت بِطاعَتِكَ حَتّیٰ نَحِلَت في مُجاهَدَتِكَ؟ أو تُعَذِّبُ أرجُلاً سَعَت في عِبادَتِكَ؟
إلٰهي! لا تُغلِق عَلیٰ مُوَحِّديكَ أبوابَ رَحمَتِكَ، ولا تَحجُب مُشتاقيكَ عَنِ النَّظَرِ إلیٰ جَميلِ رُؤيَتِكَ.
إلٰهي! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَوحيدِكَ، كَيفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجرانِكَ؟ وضَميرٌ انعَقَدَ عَلیٰ مَوَدَّتِكَ، كَيفَ تُحرِقُهُ بِحَرارَةِ نيرانِكَ؟
إلٰهي! أجِرني مِن أليمِ غَضَبِكَ، وعَظيمِ سَخَطِكَ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا رَحيمُ يا رَحمٰنُ، يا جَبّارُ يا قَهّارُ، يا غَفّارُ يا سَتّارُ، نَجِّني بِرَحمَتِكَ مِن عَذابِ النّارِ، وفَضيحَةِ العارِ، إذَا امتازَ الأَخيارُ مِنَ الأَشرارِ، وهالَتِ الأَهوالُ، وقَرُبَ المُحسِنونَ، وبَعُدَ المُسيؤونَ، ووُفِّيَت كُلُّ نَفسٍ ما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمونَ.۱
۶ / ۱۱ ـ ۴
مُناجاةُ الرّاجينَ
۳۵۴.المناقب لابن شهر آشوب عن طاووس اليمانيـــ في ذِكرِ أحوالِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ علیه السلام ـــ: رَأَيتُهُ يَطوفُ مِنَ العِشاءِ إلَى السَّحَرِ ويَتَعَبَّدُ، فَلَمّا لَم يَرَ أحَدا رَمَقَ السَّماءَ بِطَرفِهِ وقالَ:
إلٰهي! غارَت نُجومُ سَماواتِكَ، وهَجَعَت عُيونُ أنامِكَ، وأَبوابُكَ مُفَتَّحاتٌ لِلسّائِلينَ، جِئتُكَ لِتَغفِرَ لي وتَرحَمَني وتُرِيَني وَجهَ جَدّي مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و اله في عَرَصاتِ القِيامَةِ.