129
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

سِرِّكَ، المُستَبشِرونَ بِأَمرِكَ، الواصِفونَ لِقُدرَتِكَ، المُعلِنونَ لِعَظَمَتِكَ.
وأَسأَ لُكَ بِما نَطَقَ فيهِم مِن مَشِيَّتِكَ، فَجَعَلتَهُم مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ، وأَركاناً لِتَوحيدِكَ وآياتِكَ ومَقاماتِكَ، الَّتي لا تَعطيلَ لَها في كُلِّ مَكانٍ، يَعرِفُكَ بِها مَن عَرَفَكَ، لا فَرقَ بَينَكَ وبَينَها إلّا إنَّهُم عِبادُكَ وخَلقُكَ، فَتقُها ورَتقُها بِيَدِكَ، بَدؤُها مِنكَ، وعَودُها إلَيكَ، أعضادٌ وأشهادٌ، ومُناةٌ وأَذوادٌ، وحَفَظَةٌ ورُوّادٌ، فَبِهِم مَلَأتَ سَماءَكَ وأَرضَكَ حَتّیٰ ظَهَرَ أن لا إلٰهَ إلّا أنتَ.
فَبِذٰلِكَ أسأَ لُكَ وبِمَواقِعِ العِزِّ مِن رَحمَتِكَ وبِمَقاماتِكَ وعَلاماتِكَ، أن تُصَلِّيَ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَن تَزيدَني إيماناً وتَثبيتاً، يا باطِناً في ظُهورِهِ، وظاهِراً في بُطونِهِ ومَكنونِهِ، يا مُفَرِّقاً بَينَ النّورِ وَالدَّيجورِ، يا مَوصوفاً بِغَيرِ كُنهٍ، ومَعروفاً بِغَيرِ شِبهٍ، حادَّ كُلِّ مَحدودٍ، وشاهِدَ كُلِّ مَشهودٍ، وموجِدَ كُلِّ مَوجودٍ، ومُحصِيَ كُلِّ مَعدودٍ، وفاقِدَ كُلِّ مَفقودٍ، لَيسَ دونَكَ مِن مَعبودٍ، أهلَ الكِبرِياءِ وَالجودِ.
يا مَن لا يُكَيَّفُ بِكَيفٍ، ولا يُؤيَّنُ بِأَينٍ، يا مُحتَجِباً عَن كُلِّ عَينٍ، يا دَيمومُ يا قَيّومُ، وعالِمَ كُلِّ مَعلومٍ، صَلِّ عَلیٰ عِبادِكَ المُنتَجَبينَ، وبَشَرِكَ المُحتَجَبينَ، ومَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ، وبُهمِ [البُهمِ] الصّافّينَ الحافّينَ، وبارِك لَنا في شَهرِنا هٰذَا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ، وما بَعدَهُ مِنَ الأَشهُرِ الحُرُمِ، وأَسبِغ عَلَينا فيهِ النِّعَمَ، وأَجزِل لَنا فيهِ القِسَمَ، وأَبرِر لَنا فيهِ القَسَمَ، بِاسمِكَ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَجَلِّ الأَكرَمِ، الَّذي وَضَعتَهُ عَلَى النَّهارِ فَأَضاءَ، وعَلَى اللَّيلِ فَأَظلَمَ، وَاغفِر لَنا ما تَعلَمُ مِنّا ولا نَعلَمُ، وَاعصِمنا مِنَ الذُّنوبِ خَيرَ العِصَمِ، وَاكفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ، وَامنُن عَلَينا بِحُسنِ نَظَرِكَ، ولا تَكِلنا إلیٰ غَيرِكَ، ولا تَمنَعنا مِن خَيرِكَ، وبارِك لَنا فيما كَتَبتَهُ لَنا مِن أعمارِنا، وأَصلِح لَنا خَبيئَةَ أسرارِنا، وأَعطِنا مِنكَ الأَمانَ، وَاستَعمِلنا بِحُسنِ الإِيمانِ، وبَلِّغنا شَهرَ الصِّيامِ وما بَعدَهُ مِنَ الأَيّامِ وَالأَعوامِ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ.۱

1.. مصباح المتهجّد: ص۸۰۳ ح ۸۶۶، الإقبال: ج۳ ص۲۱۴.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
128

بَيتِهِ الطّاهِرينَ الأَخيارِ، وأَن تَقسِمَ لي في شَهرِنا هٰذا خَيرَ ما قَسَمتَ، وأَن تَحتِمَ لي في قَضائِكَ خَيرَ ما حَتَمتَ، وتَختِمَ لي بِالسَّعادَةِ فيمَن خَتَمتَ، وأَحيِني ما أحيَيتَني مَوفوراً، وأَمِتني مسَروراً ومَغفوراً، وتَوَلَّ أنتَ نَجاتي مِن مَسأَلَةِ البَرزَخِ، وَادرَأ عَنّي مُنكَراً ونَكيراً، وأَرِ عَيني مُبَشِّراً وبَشيراً، وَاجعَل لي إلیٰ رِضوانِكَ وجِنانِكَ مَصيراً، وعَيشاً قَريراً، ومُلكاً كَبيراً، وصَلَّى اللّهُ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ بُكرَةً وأَصيلاً، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
ثُمَّ تَقولُ مِن غَيرِ تِلكَ الرِّوايَةِ:
اللّٰهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِعَقدِ عِزِّكَ عَلیٰ أركانِ عَرشِكَ، ومُنتَهیٰ رَحمَتِكَ مِن كِتابِكَ، وَاسمِكَ الأَعظَمِ، وذِكرِكَ الأَعلَى الأَعلیٰ، وكَلِماتِكَ التّامّاتِ كُلِّها أن تُصَلِّيَ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَسأَ لُكَ ما كانَ أوفیٰ بِعَهدِكَ، وأَقضیٰ لِحَقِّكَ، وأَرضیٰ لِنَفسِكَ، وخَيراً لي فِي المَعادِ عِندَكَ، وَالمَعادِ إلَيكَ، أن تُعطِيَني جَميعَ ما اُحِبُّ، وتَصرِفَ عَنّي جَميعَ ما أكرَهُ، إنَّكَ عَلیٰ كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.
وَجَدنا هٰذَا الدُّعاءَ وهٰذِهِ الزِّياداتِ فيهِ مَروِيّا عَن مَولانا أمیر المُؤمِنینَ صَلَواتُ اللّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ.۱

۳۵۰.مصباح المتهجّد عن ابن عيّاش: مِمّا خَرَجَ عَلیٰ يَدِ الشَّيخِ الكَبيرِ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ بنِ سَعيدٍ رحمه الله مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ، ما حَدَّثَني بِهِ جُبَيرُ بنُ عَبدِ اللّهِ، قالَ: كَتَبتُهُ مِنَ التَّوقيعِ الخارِجِ إلَيهِ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، اُدعُ في كُلِّ يَومٍ مِن أيّامِ رَجَبٍ:
اللّٰهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِمَعاني جَميعِ ما يَدعوكَ بِهِ وُلاةُ أمرِكَ، المَأمونونَ عَلیٰ

1.. الإقبال: ج۳ ص۲۱۲، مصباح المتهجّد: ص۸۰۲ ح ۸۶۵.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10793
صفحه از 204
پرینت  ارسال به