عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ، أنَا سائِلُكُم وآمِلُكُم، فيما إلَيكُمُ التَّفويضُ وعَلَيكُمُ التَّعويضُ، فَبِكُم يُجبَرُ المَهيضُ، ويُشفَى المَريضُ، وما تَزدادُ الأَرحامُ وما تَغيضُ.
إنّي بِسِرِّكُم مُؤمِنٌ، ولِقَولِكُم مُسَلِّمٌ، وعَلَى اللّهِ بِكُم مُقسِمٌ في رَجعي بِحَوائِجي وقَضائِها وإمضائِها، وإنجاحِها وإبراحِها، وبِشُؤوني لَدَيكُم وصَلاحِها.
وَالسَّلامُ عَلَيكُم سَلامَ مُوَدِّعٍ، ولَكُم حَوائِجَهُ مودِعٌ، يَسأَلُ اللّهَ إلَيكُمُ المَرجِعَ، وسَعيُهُ إلَيكُم غَيرُ مُنقَطِعٍ، وأَن يُرجِعَني مِن حَضرَتِكُم خَيرَ مَرجِعٍ، إلیٰ جَنابٍ مُمرِعٍ وخَفض مُوَسَّعٍ، ودَعَةٍ ومَهَلٍ، إلیٰ حينِ الأَجَلِ، وخَيرِ مَصيرٍ ومَحَلٍّ، فِي النَّعيمِ الأَزَلِ وَالعَيشِ المُقتَبَلِ، ودَوامِ الاُكُلِ، وشُربِ الرَّحيقِ وَالسَّلسَلِ، وعَلٍّ ونَهَلٍ، لا سَأَمَ مِنهُ ولا مَلَلَ، ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ وتَحِيّاتُهُ، حَتَّى العَودِ إلیٰ حَضرَتِكُم، وَالفَوزِ في كَرَّتِكُم، وَالحَشرِ في زُمرَتِكُم، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ عَلَيكُم وصَلَواتُهُ وتَحِيّاتُهُ، وهُوَ حَسبُنا ونِعمَ الوَكيلُ.۱
۳۴۹.الإقبالـــ فيما رَواهُ مِن كِتابِ «مَعالِمُ الدّينِ» ـــ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ أبِي الرَّوّادِ الرَّوّاسِيُّ أنَّهُ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ الدَّهّانِ إلیٰ مَسجِدِ السَّهلَةِ في يَومٍ مِن أيّامِ رَجَبٍ، فَقالَ: مِل بِنا إلیٰ مَسجِدِ صَعصَعَةَ فَهُوَ مَسجِدٌ مُبارَكٌ، وقَد صَلّیٰ بِهِ أميرُ المُؤمنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ وآلِهِ، ووَطِئَهُ الحُجَجُ بِأَقدامِهِم، فَمِلنا إلَيهِ، فَبَينا نَحنُ نُصَلّي إذا بِرَجُلٍ قَد نَزَلَ عَن ناقَتِهِ وعَقَلَها بِالظِّلالِ، ثُمَّ دَخَلَ وصَلّیٰ رَكعَتَينِ أطالَ فيهِما، ثُمَّ مَدَّ يَدَيهِ فَقالَ ـــ وذَكَرَ الدُّعاءَ الَّذي يَأتي ذِكرُهُ ـــ