مَفتوحٌ لِلرّاغِبينَ، وخَيرُكَ مَبذولٌ لِلطّالِبينَ، وفَضلُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ، ونَيلُكَ مُتاحٌ لِلآمِلينَ، ورِزقُكَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاكَ، وحِلمُكَ مُتَعَرِّضٌ لِمَن ناواكَ، عادَتُكَ الإِحسانُ إلَى المُسيئينَ، وسَبيلُكَ الإِبقاءُ عَلَى المُعتَدينَ. اللّٰهُمَّ فَاهدِني هُدَى المُهتَدينَ، وَارزُقنِي اجتِهادَ المُجتَهِدينَ، ولا تَجعَلني مِنَ الغافِلينَ المُبعَدينَ، وَاغفِر لي يَومَ الدّينِ.۱
۳۴۶.الإقبال عن محمّد السجّاد [بن ذكوان]: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ علیه السلام: جُعِلتُ فِداكَ، هٰذا رَجَبٌ عَلِّمني فيهِ دُعاءً يَنفَعُنِي اللّهُ بِهِ، قالَ: فَقالَ لي أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام: اُكتُب: بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، وقُل في كُلِّ يَومٍ مِن رَجَبٍ صَباحاً ومَساءً، وفي أعقابِ صَلَواتِكَ في يَومِكَ ولَيلَتِكَ:
يا مَن أرجوهُ لِكُلِّ خَيرٍ، وآمَنُ سَخَطَهُ عِندَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَن يُعطِي الكَثيرَ بِالقَليلِ، يا مَن يُعطي مَن سَأَلَهُ، يا مَن يُعطي مَن لَم يَسأَلهُ ومَن لَم يَعرِفهُ تَحَنُّناً مِنهُ ورَحمَةً، أعطِني بِمَسأَلَتي إيّاكَ جَميعَ خَيرِ الدُّنيا وجَميعَ خَيرِ الآخِرَةِ، وَاصرِف عَنّي بِمَسأَلَتي إيّاكَ جَميعَ شَرِّ الدُّنيا وشَرِّ الآخِرَةِ، فَإِنَّهُ غَيرُ مَنقوصٍ ما أعطَيتَ، وزِدني مِن فَضلِكَ يا كَريمُ.
قالَ: ثُمَّ مَدَّ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام يَدَهُ اليُسریٰ فَقَبَضَ عَلیٰ لِحيَتِهِ، ودَعا بِهٰذَا الدُّعاءِ وهُوَ يَلوذُ بِسَبّابَتِهِ اليُمنیٰ، ثُمَّ قالَ بَعدَ ذٰلِكَ:
يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ، يا ذَا النَّعماءِ وَالجودِ، يا ذَا المَنِّ وَالطَّولِ، حَرِّم شَيبَتي عَلَى النّارِ.
وفي حَديثٍ آخَرَ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلیٰ لِحيَتِهِ، ولَم يَرفَعها إلّا وقَدِ امتَلَأَ ظَهرُ كَفِّهِ دُموعاً.۲
۳۴۷.مصباح المتهجّد عن ابن عيّاش: خَرَجَ إلیٰ أهلي عَلیٰ يَدِ الشَّيخِ أبِي القاسِمِ رضی الله عنه