قَالَت أُمُّ دَاوُدَ: فَمَضَيتُ بِهِ إِلیٰ أَبي عَبدِ اللّهِ علیه السلام، فَسَلَّمَ عَلَيهِ وحَدَّثَهُ بِحَديثِهِ، فَقالَ لَهُ الصّادِقُ علیه السلام: إِنَّ أَبَا الدَّوانيقِ رَأیٰ فِي النَّومِ عَلِيّاً علیه السلام يَقولُ لَهُ: «أَطلِق وَلَدي وإِلّا لَأُلقِيَنَّكَ فِي النّارِ»، وَرَأَیٰ كَأَنَّ تَحتَ قَدَمَيهِ النّيرانَ، فَاستَيقَظَ وقَد سُقِطَ في يَدِهِ، فَأَطلَقَكَ.۱
۳۴۱.السيّد ابن طاووســـ في بَيانِ دُعاء اُمِّ داودَ ـــ: اِعلَم أنَّ هٰذَا الدُّعاءَ الَّذي نَذكُرُهُ في هٰذَا الفَصلِ دُعاءٌ عَظيمُ الفَضلِ مَعروفٌ بِدُعاءِ اُمِّ داوُدَ، وهِيَ جَدَّتُنَا الصّالِحَةُ المَعروفَةُ بِاُمِّ خالِدٍ البَربَرِيَّةِ، اُمُّ جَدِّنا داوُدَ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ ابنِ مَولانا عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ أميرِ المُؤمِنينَ علیه السلام. وكانَ خَليفَةُ ذٰلِكَ الوَقتِ قَد خافَهُ عَلیٰ خِلافَتِهِ، ثُمَّ ظَهَرَ لَهُ بَراءَةُ ساحَتِهِ فَأَطلَقَهُ مِن دونِ آلِ أبي طالِبٍ الَّذينَ قَبَضَ عَلَيهِم، وسَيَأتي شَرحُ حالِ حَبسِ وَلَدِها جَدِّنا داودَ، وحَديثُ الدُّعاءِ الَّذي استَجابَهُ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ مِنها رَضِيَ اللّهُ عَنها، وجَمَعَ شَملَها بِهِ بَعدَ بُعدِ العُهودِ....
فَمِنَ الرِّواياتِ في ذٰلِكَ أنَّ المَنصورَ لَمّا حَبَسَ عَبدَ اللّهِ بنَ الحَسَنِ وجَماعَةً مِن آلِ أبي طالِبٍ، وقَتَلَ وَلَدَيهِ مُحَمَّداً وإبراهيمَ، أخَذَ داوُدَ بنَ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ ـــ وهُوَ ابنُ دايَةِ أبي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ علیه السلام لِأَنَّ اُمَّ داوُدَ أرضَعَتِ الصّادِقَ علیه السلام؛ مِنها بِلَبَنِ وَلَدِها داوُدَ ـــ وحَمَلَهُ مُكَبَّلاً بِالحَديدِ.
قالَت اُمُّ داوُدَ: فَغابَ عَنّي حينا بِالعِراقِ، ولَم أسمَع لَهُ خَبَراً، ولَم أزَل أدعو وأَتَضَرَّعُ إلَى اللّهِ جَلَّ اسمُهُ، وأَسأَلُ إخواني مِن أهلِ الدِّيانَةِ وَالجِدِّ وَالاِجتِهادِ أن يَدعُو اللّهَ تَعالیٰ لي، وأَ نَا في ذٰلِكَ كُلِّهِ لا أریٰ في دُعائِي الإِجابَةَ.
فَدَخَلتُ عَلیٰ أبي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام يوماً أعودهُ مِن عِلَّةٍ وَجَدَها،