إنّ تشخيص تلك العوامل هو أوّل خطوة على طريق إزاحتها عن هذه العبادة، وتتطلّب دراسات دقيقة وبحوثاً ميدانية ليقوى المخطّطون والمعتكفون على الاستفادة من نتائج تلك الدراسات والأبحاث. ومع هذا يمكن تقسيم الآفات المواجهة للاعتكاف إلى مجموعتين:
المجموعة الاُولى: آفات تهدّد هذه العبادة من قبل تخطيط الجهات المختصّة، تنشأ من عوامل لا تنسجم مع حالة الاعتكاف وأجوائه، وتحول دون الحكمة من هذه العبادة؛ وهي خلوة المعتكف بخالقه. ومنها: الاتّجهات السياسية، وضعف محتوى المحاضرات أو تكرارها، وعدم الاهتمام باحتياجات المعتكفين.
المجموعة الثانية: سلبيات يوجّهها المعتكف ذاته إلى بركات هذه العبادة، وتسمّى بمحرّمات أو مكروهات الاعتكاف۱.
وبعبارة شاملة: يُعدّ من السلبيات المحدقة بالاعتكاف كلُّ ما يقف سدّاً دون انفراد المعتكف بخالقه واستئناسه به سبحانه، ويقوّض لذّة هذه العبادة وحلاوتها، ومنها: الإفراط والتفريط في العبادة.
أفضل مكان وزمان للاعتكاف
أفضل مكان للاعتكاف المساجد الجامعة التي أقام فيها رسول اللّٰه صلی الله علیه و اله أو أهل بيته علیهم السلام صلاة الجماعة: كالمسجد الحرام، ومسجد النبيّ صلی الله علیه و اله، ومسجد جامع الكوفة، ومسجد جامع البصرة۲.
وأفضل زمان للاعتكاف شهر رمضان المبارك، وبخاصّة العشرة الثالثة منه التي واظب الرسول صلی الله علیه و اله على الاعتكاف فيها إلى نهاية عمره الشريف۳.