109
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

يَدعونَ بِالشَّهادَةِ، ويَتَمَنَّونَ أن يُقتَلوا في سَبيلِ اللّهِ، شعِارُهُم: يا لَثاراتِ الحُسَينِ علیه السلام، إذا ساروا يَسيرُ الرُّعبُ أمامَهُم مَسيرَةَ شَهرٍ، يَمشونَ إلَى الموتِ أرسالاً۱، بِهِم يَنصُرُ اللّهُ إمامَ الحَقِّ.۲

ح ـ الدُّعاءُ المَأثورُ بَعدَ الوَترِ مِن نافِلَةِ اللَّيلِ في رَجَبٍ

۳۳۷.مصباح المتهجّد: رَوَى ابنُ عَيّاشٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ الهاشِمِيِّ المَنصورِيِّ، عَن أبيهِ أبي موسیٰ، عَن الإمام الهادي علیه السلام: أنَّهُ كانَ يَدعو في هٰذِهِ السّاعَةِ۳ بِهِ، فَادعُ بِهٰذا فَإِنَّهُ خَرَجَ عَنِ العَسكَرِيِ في قَولِ ابنِ عَيّاشٍ:

۰.يا نورَ النّورِ، يا مُدَبِّرَ الاُمورِ، يا مُجرِيَ البُحورِ، يا باعِثَ مَن فِي القُبورِ، يا كَهفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ، وكَنزي حينَ تُعجِزُنِي المَكاسِبُ، ومونِسي حينَ تَجفونِي الأَباعِدُ وتَمَلُّنِي الأَقارِبُ، ومُنَزِّهي بِمُجالَسَةِ أولِيائِهِ ومُرافَقَةِ أحِبّائِهِ في رِياضِهِ، وساقِيَّ بِمُؤانَسَتِهِ مِن نَميرِ حِياضِهِ، ورافِعي بِمُجاوَرَتِهِ مِن وَرطَةِ الذُّنوبِ إلیٰ رَبوَةِ التَّقريبِ، ومُبَدِّلي بِوَلايَتِهِ عِزَّةَ العَطايا مِن ذِلَّةِ الخَطايا.

۰.أسأَلُكَ يا مَولايَ بِالفَجرِ وَاللَّيالِي العَشرِ، وَالشَّفعِ وَالوَترِ، وَاللَّيلِ إذا يَسرِ، وبِما جَریٰ بِهِ قَلَمُ الأَقلامِ بِغَيرِ كَفٍّ ولا إبهامٍ، وبِأَسمائِكَ العِظامِ، وبِحُجَجِكَ عَلیٰ جَميعِ الأَنامِ، عَلَيهِم مِنكَ أفضَلُ السَّلامِ، وبِمَا استَحفَظتَهُم مِن أسمائِكَ الكِرامِ، أن تُصَلِّيَ عَلَيهِم وتَرحَمَنا في شَهرِنا هٰذا وما بَعدَهُ مِنَ الشُّهورِ وَالأَيّامِ، وأَن تُبَلِّغَنا شَهرَ القِيامِ في عامِنا هٰذا وفي كُلِّ عامٍ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ وَالمِنَنِ الجِسامِ، وعَلیٰ مُحَمَّدٍ وآلِهِ مِنّا أفضَلُ السَّلامِ.۴

1.. أرسالاً: أي أفواجاً وفِرَقاً متقطّعة، يتبع بعضهم بعضاً (النهاية: ج۲ ص۲۲۲ «رسل»).

2.. بحار الأنوار: ج۵۲ ص۳۰۷ ح ۸۲.

3.. أي بعد الوتر من نافلة الليل من رجب.

4.. مصباح المتهجّد: ص۸۰۰ ح ۸۶۱، الإقبال: ج۳ ص۱۸۸.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
108

يا دُنيا! إلَيَّ تَعَرَّضتِ، أم إلَيَّ تَشَوَّقتِ؟ هَيهاتَ هَيهاتَ! لا حاجَةَ لي فيكِ، أبَنتُكِ ثَلاثاً لا رَجعَةَ لي عَلَيكِ.۱

۳۳۳.الإمام زين العابدين علیه السلامـــ في دُعائِهِ يَومَ عَرَفَةَ ـــ: وَاعمُر لَيلي بِإيقاظي فيهِ لِعبادَتِكَ، وتَفَرُّدِي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ، وتَجَرُّدي بِسُكوني إلَيكَ، وإنزالِ حَوائجي بِكَ، ومُنازَلَتي إيّاكَ في فَكاكِ رَقَبَتي مِن نارِكَ، وإجارَتي مِمّا فيهِ أهلُها مِن عَذابِكَ.۲

۳۳۴.تاريخ بغداد عن يحيى العلويّ: كانَ موسَى بنُ جَعفَرٍ علیه السلام يُدعَى العَبدَ الصّالِحَ؛ مِن عِبادَتِهِ وَاجتِهادِهِ. رَویٰ أصحابُنا أنَّهُ دَخَلَ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و اله فَسَجَدَ سَجدَةً في أوَّلِ اللَّيلِ، وسُمِعَ وهُوَ يَقولُ في سُجودِهِ: «عَظيمٌ الذَّنبُ عِندي، فَليَحسُنِ العَفوُ عِندَكَ، يا أهلَ التَّقویٰ ويا أهلَ المَغفِرَةِ»، فَجَعَلَ يُرَدِّدُها حَتّیٰ أصبَحَ.۳

۳۳۵.مصباح الزائرـــ في زِيارَةِ الإمامِ الكاظِمِ علیه السلام ـــ: اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلیٰ مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ، وصَلِّ عَلیٰ موسَى بنِ جَعفَرٍ... الَّذي كانَ يُحيِي اللَّيلَ بِالسَّهَرِ إلَى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاِستِغفارِ، حَليفِ السَّجدَةِ الطَّويلَةِ، وَالدُّموعِ الغَزيرَةِ، وَالمُناجاةِ الكَثيرَةِ.۴

ز ـ اهتِمامُ أصحابِ الإمامِ المَهديِّ علیه السلام بِالتَّهَجُّدِ

۳۳۶.الإمام الصادق علیه السلامـــ في صِفَةِ أصحابِ الإمامِ المَهدِيِ علیه السلام ـــ: رِجالٌ لا يَنامونَ اللَّيلَ، لَهُم دَوِيٌّ في مُصَلّاهم كَدَوِيِّ النَّحلِ، يَبيتونَ قِياماً عَلیٰ أطرافِهِم، ويُصبِحونَ عَلیٰ خُيولِهِم، رُهبانٌ بِاللَّيلِ لُيوثٌ بِالنَّهارِ، هُم أطوَعُ لَهُ مِنَ الأَمَةِ لِسَيِّدِها، كَالمَصابيحِ كَأَنَّ قُلوبَهُمُ القَناديلُ، وهُم مِنَ خَشيَةِ رَبِّهِم مُشفِقونَ،

1.. الأمالي للصدوق: ص۷۲۴ ح ۹۹۰، نهج البلاغة: الحكمة ۷۷.

2.. الصحيفة السجّاديّة: ص۱۱۹ الدعاء ۴۷، المصباح للكفعمي: ص۸۹۹.

3.. تاريخ بغداد: ج۱۳ ص۲۷ الرقم ۶۹۸۷، تهذيب الكمال: ج۲۹ ص۴۴ الرقم ۶۲۴۷ وفیه «عظم» بدل «عظیم».

4.. مصباح الزائر: ص۳۸۲، بحار الأنوار: ج۱۰۲ ص۱۷ ح ۱۰.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10647
صفحه از 204
پرینت  ارسال به