81
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

رَأَوكَ! فَيَقولُ: وكَيفَ لَو رَأَوني؟ يَقولونَ: لَو رَأَوكَ كانوا أشَدَّ لَكَ عِبادَةً، وأشَدَّ لَكَ تَمجيداً، وأكثَرَ لَكَ تَسبيحاً. يَقولُ: فَما يَسأَلونَني؟ [يَقولونَ:۱] يَسأَلونَكَ الجَنَّةَ. يَقولُ: وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ: لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها، يَقولُ: فَكَيفَ لَو أنَّهُم رَأَوها؟ يَقولونَ: لَو أنَّهُم رَأَوها كانوا أشَدَّ عَلَيها حِرصاً، وأشَدَّ لَها طَلَباً، وأعظَمَ فيها رَغبَةً. قال: فَمِمَّ يَتَعَوَّذونَ؟ يَقولونَ: مِنَ النَّارِ. يَقولُ: وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ: لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها، يَقولُ: فَكَيفَ لَو رَأَوها؟ يَقولونَ: لَو رَأَوها كانوا أشَدَّ مِنها فِراراً، وأشَدَّ لَها مَخافَةً.
فَيَقولُ: فَاُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم. يَقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ: فيهِم فُلانٌ لَيس مِنهُم، إنَّما جاءَ لِحاجَةٍ! قالَ: هُمُ الجُلَساءُ لا يَشقیٰ بِهِم جَليسُهُم.۲

۵ / ۲۴

نُزولُ الرَّحمَةِ

۲۳۶.المستدرك على الصحيحين عن أبي عثمان: كانَ سلمانُ في عِصابَةٍ يَذكُرونَ اللّهَ، فَمَرَّ بِهِم رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و اله، فَجاءَهُم قاصِداً حَتّیٰ دَنا مِنهُم، فَكَفّوا عَنِ الحَديثِ إعظاماً لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه و اله.
فَقالَ: ما كُنتُم تَقولونَ؟ فَإِنّي رَأَيتُ الرَّحمَةَ تَنزِلُ عَلَيكُم، فَأَحبَبتُ أن اُشارِكَكُم فيها!۳

1.. سقط ما بين المعقوفين من المصدر، وأثبتناه من المصادر الاُخریٰ.

2.. صحيح البخاري: ج۵ ص۲۳۵۳ ح ۶۰۴۵، صحيح مسلم: ج۴ ص۲۰۶۹ ح ۲۵.

3.. المستدرك على الصحيحين: ج۱ ص۲۱۰ ح ۴۱۹، كنز العمّال: ج۱ ص۴۴۷ ح ۱۹۳۲.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
80

بي، نَقَلتُ شَهوَتَهُ في مَسأَلَتي ومُناجاتي، فَإِذا كانَ عَبدي كَذٰلِكَ فَأَرادَ أن يَسهُوَ حُلتُ بَينَهُ وبَينَ أن يَسهُوَ؛ اُولٰئِكَ أولِيائي حَقّاً، اُولٰئِكَ الأَبطالُ حَقّاً.۱

راجع: نهج الذكر: ج ۱ ص ۱۴۴ ح ۴۷۱.

۵ / ۲۳

نُزولُ المَلائِكَةِ

۲۳۴.رسول اللّٰه صلی الله علیه و اله: إنَّ المَلائِكَةَ يَمُرّونَ عَلیٰ حَلَقِ الذِّكرِ، فَيَقومونَ عَلیٰ رُؤوسِهِم، ويَبكونَ لِبُكائِهِم، ويُؤمِّنونَ لِدُعائِهِم، فَإِذا صَعِدوا [إلَى]۲ السَّماءِ، يَقولُ اللّهُ تَعالیٰ: يا مَلائِكَتي أينَ كُنتُم؟ ـــ وهُوَ أعلَمُ ـــ فَيَقولونَ: يا رَبَّنا إنّا حَضَرنا مَجلِساً مِن مَجالِسِ الذِّكرِ، فَرَأَينا أقواما يُسَبِّحونَكَ ويُمَجِّدونَكَ ويُقَدِّسونَكَ، ويَخافونَ نارَكَ.
فَيَقولُ اللّهُ سُبحانَهُ: يا مَلائِكَتي، اِزوُوها عَنهُم، واُشهِدُكم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم، وآمَنتُهُم مِمّا يَخافونَ. فَيَقولونَ: رَبَّنا، إنَّ فيهِم فُلاناً وإنَّهُ لَم يَذكُركَ! فَيَقولُ: قَد غَفَرتُ لَهُ بِمُجالَسَتِهِ لَهُم؛ فَإِنَّ الذّاكِرينَ مَن لا يَشقیٰ بِهِم جَليسُهُم.۳

۲۳۵.عنه‏ صلی الله علیه و اله: إنَّ لِلهِ مَلائِكَةً يَطوفونَ فِي الطُّرُقِ يَلتَمِسونَ أهلَ الذِّكرِ، فَإِذا وَجَدوا قَوماً يَذكُرونَ اللّهَ تَنادَوا: هَلُمُّوا إلیٰ حاجَتِكُم؛ فَيَحُفُّونَهُم بِأَجنِحَتِهِم إلَى السَّماءِ الدُّنيا.
فَيَسأَ لُهُم رَبُّهُم ـــ وهُوَ أعلَمُ مِنهُم ـــ: ما يَقولُ عِبادي؟ تَقولُ: يُسَبِّحونَكَ، ويُكَبِّرونَكَ، ويَحمَدونَكَ، ويُمَجِّدونَكَ. فَيَقولُ: هَل رَأَوني؟ فَيَقولونَ: وَاللّهِ ما

1.. عدّة الداعي: ص۲۳۵، بحار الأنوار: ج۹۳ ص۱۶۲ ح ۴۲.

2.. مابين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار.

3.. عدّة الداعي: ص۲۴۱، أعلام الدين: ص۲۸۰، إرشاد القلوب: ص۶۱، بحار الأنوار: ج۷۵ص۴۶۸ ح۲۰.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10772
صفحه از 204
پرینت  ارسال به