19
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

الصادق علیه السلام۱. وبناءً علیه یجوز الاعتكاف بكلّ مسجد إذا اُحرِز شرطان: أحدهما: كونه جامعاً، أي لايختصّ بجماعة معينة، ويستفيد منه مصلّون كثيرون. والآخر: أن يُقيم فيه إمام عادل صلاةَ الجماعة.

والمراد من «الإمام العادل» في الحديث المذكور ليس الإمام المعصوم لكي يختصّ جواز الاعتكاف بالمساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد النبي صلی الله علیه و اله والمسجد الجامع في الكوفة والبصرة؛ لأنّ هذا الاحتمال سيؤدّي إلى حرمان نوع المكلّفين من هذه العبادة كما قال بعض الفقهاء۲. وقد أفتى به كثير من المتأخّرین ومن المعاصرين وفقاً لهذا الحديث ولروايات مشابهة۳.

وفي مقابل هذه الفتوى اعتقد فقهاء آخرون ــــ منهم: الشيخ الطوسي، والسيّد

1.. راجع: ح۴.

2.. قال آیة اللّٰه‏ السيّد أحمد الخوانساري: واحتمال إرادة المعصوم من قوله «إمام عدل» بعید جدّاً؛ للزوم حرمان نوع المکلّفین من هذه العبادة (جامع المدارك: ج۲ ص۲۴۶).

3.. منهم: المحقّق محمّد باقر السبزواري (ذخیرة المعاد فی شرح الإرشاد: ج۲ ص۵۴۰)، والشیخ الحرّ العاملي (هدایة الاُمّة إلى أحکام الأئمّة: ج۴ ص۲۹۹)، والشیخ جعفر کاشف الغطاء (کشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء: ج۴ ص۹۸)، والشيخ محمّد حسن النجفي (جواهر الکلام: ج۱۷ ص۱۷۱)، والسيد محمّد كاظم اليزدي (العروة الوثقى المحشّى: ج۳ ص۶۷۲)، والملّا أحمد النراقي (مستند الشيعة في أحکام الشريعة: ج۱۰ ص۵۵۴) وآيات اللّٰه العظام: آقا ضياء الدين العراقي (العروة الوثقى المحشّى: ج۳ ص۶۷۲)، والسيد محسن الحکيم (منهاج الصالحين المحشّى للحکيم: ج۱ ص۴۰۳)، والسيّد أبو القاسم الخوئي (منهاج الصالحين: ج۱ ص۲۹۰)، والسيد أحمد الخوانساري (جامع المدارك: ج۲ ص۲۴۶)، والسيد محمّد رضا الكلبايكاني (وسیلة النجاة مع حواشي الكلبایكاني: ج۱ ص۲۶۴)، والشهید محمّد باقر الصدر (الفتاوی الواضحة: ص۶۵۸)، والسيّد عبد الأعلى السبزواري (مهذّب الأحکام: ج۱۰ ص۳۷۲)، والشیخ محمّد فاضل اللنکراني (الأحکام الواضحة: ص۲۶۹)، والشیخ محمّد تقي بهجت (جامع المسائل: ج۱ ص۶۱۳)، والتبریزی (آشنایی با احکام اعتکاف: على الموقع WWW.pajoohe.com/fa/index.php)، والشیخ حسین الوحید الخراساني (منهاج: ج۲ مسأله ۱۰۷)، والشیخ لطف اللّٰه الصافي الكلبایكاني (پاسخ کوتاه به ۵۷۰ پرسش أز أحکام: الرقم ۲۸۱)، والسيّد علي الحسیني السیستاني (منهاج الصالحین: ج۱ ص۳۴۳)، والسيّد موسی الشبیري الزنجاني (استفتاءات أحکام: سؤال ۳۴)، والشیخ ناصر مکارم الشیرازي (اعتکاف عبادتى کامل: سؤال ۲۳).


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
18

وَلَا القِتالُ في سَبیلٍ اللّهِ؟

۰.قالَ: لَو لا ذِکرُ اللهِ لَم یُؤمَر بِالقِتالِ في سَبیلِ اللهِ....

۰.قالوا: یا رَسولَ اللهِ، فَإنّ ذِکرَ اللهِ لا یَکفینا مِنَ الجِهادِ؟!

۰.قالَ: وَلا الجِهادُ يکفي مِن ذِکرِ اللّٰهِ، ولا يَصلُحُ الجِهادُ إلّا بِذِکرِ اللهِ، وَإنَّمَا الجِهادُ شُعبَةٌ مِن شُعَبِ ذِکرِ اللّٰهِ۱.۲

أركان الاعتكاف

للاعتكاف خمسة أركان رئيسية، لا تتحقّق هذه العبادة بانتفاء أحدها، وسيُحرم المعتكف من بركاتها. والأركان المشار إليها هي:

۱. قصد القربة

أوّل ركن للاعتكاف هو خلوص النية وقصد القربة كسائر العبادات، وبناء عليه فكل دافع غير إلهي يتسبّب في بطلانه، كما أنّ للدافع الإلهي عدّة درجات سيأتي توضيحها في تكملة البحث۳.

۲. الإقامة في المسجد

الركن الثاني من أركان الاعتكاف ـــ بعد قصد القربة ـــ هو المکث في المسجد الجامع طوال مدّة الاعتكاف.

وشرح الفقهاء هذا الركن بنحوين: فذهب قسم ـــ منهم: الشيخ المفيد، والمحقّق الحلّي والشهيدان، والفقهاء المحقّقون المتأخّرون ـــــ إلى جواز الاعتكاف في كلّ مسجد جامع يُقيم فيه إمام عادل صلاةَ الجماعة۴.

اعتمدت هذه الفتوى على ماجاء من حدیثٍ معتبرٍ عن الإمام

1.. ذكر المحقّق النراقي هذا الموضوع شعراً فی الصفحة ۳ من كتابه طاقدیس.

2.. کنز العمّال: ج۲ ص۲۴۳ ح ۳۹۳۱ و ص۲۴۶ ح ۳۹۳۷.

3.. راجع: ص۲۴ (مراتب برکات النیّة).

4.. جاء في ریاض المسائل: الرابع: المکان، وهو کلّ مسجد جامع جمع فیه إمام عدل، ولو غیر إمام الأصل، وفاقاً للمفید، وعلیه الماتن فی کتبه والشهیدان وجماعة من محقّقي متأخّر المتأخّرین (ریاض المسائل: ج۵ ص۵۱۷).

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10725
صفحه از 204
پرینت  ارسال به