حكمة الاعتكاف
إنّ الحكمة من الاعتكاف تکمن في الإقبال على اللّٰه سبحانه وتعالى، والاهتمام القلبي العميق بذاته المقدّسة، والإعراض عمّا سواه. وأعظم بركات الاعتكاف وأسماها تتحقّق في نور ذكر الخالق، ومقدّمة تحقّقها هي الإقامة في بيت اللّٰه والصيام.
والغاية من تفادي العوامل المخلّة بالاعتکاف هو رفع العقبات الماثلة سدّاً مانعاً أمام ذكر اللّٰه، والإقبال التامّ عليه، ومجافاة كلّ شيء سواه طوال مدّة الاعتكاف۱.
وذكر اللّٰه في سائر العبادات أيضاً یُعدّ من أهم وأفضل وأكثر عمل مجدٍ تؤدّيه جوارح الإنسان وجوانحه، فقد قال اللّٰه تعالى في بيان حكمة الصلاة:
(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي).۲
كما ورد في حديث عن الرسول صلی الله علیه و اله أنه قال:
۰.إنَّما فُرِضَتِ الصَّلاةُ وَاُمِرَ بِالحَجِّ وَالطَّوافِ وَاُشعِرَتِ المَناسِكُ لإقامَةِ ذِکرِ اللّٰهِ.۳
ونُقل قول آخر له أيضاً صلی الله علیه و اله في حديث جاء فيه:
۰.أکثِروا ذِکرَ اللّٰه عَلی کُلَّ حالٍ؛ فَإِنَّهُ ليسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَی اللّٰه تَعالیٰ وَلا أنجیٰ لِعَبدٍ مِن کُلَّ سَيئَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ مِن ذِکرِ اللّٰهِ.۴
وكأنّ هذا القول أدّی إلی تعجّب السامعين، إذ كيف يكون ذكر اللّٰه هو الأفضل والأكثر أهمّيةً من بین أنواع الأعمال الصالحة؟! فانبرى أحد الحاضرين بالسؤال: