153
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

مَولايَ! وَارحَمني إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنيا أثَري، وَامَّحیٰ مِنَ المَخلوقينَ ذِكري، وكُنتُ فِي المَنسِيّينَ كَمَن قَد نُسِيَ.
مَولايَ! وَارحَمني عِندَ تَغَيُّرِ صورَتي، وحالي إذا بَلِيَ جِسمي وتَفَرَّقَت أعضائي، وتَقَطَّعَت أوصالي، يا غَفلَتي عَمّا يُرادُ بي!
مَولايَ! وَارحَمني في حَشري ونَشري، وَاجعَل في ذٰلِكَ اليَومِ مَعَ أولِيائِكَ مَوقِفي، وفي أحِبّائِكَ مَصدَري، وفي جِوارِكَ مَسكَني، يا رَبَّ العالَمينَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۱۹

مُناجاةُ المُلِحّينَ

۳۷۲.الإمام زين العابدين علیه السلام:
يا اللّهُ الَّذي لا يَخفیٰ عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ، وكَيفَ يَخفیٰ عَلَيكَ يا إلٰهي ما أنتَ خَلَقتَهُ، وكَيفَ لا تُحصي ما أنتَ صَنَعتَهُ، أو كَيفَ يَغيبُ عَنكَ ما أنتَ تُدَبِّرُهُ، أو كَيفَ يَستَطيعُ أن يَهرُبَ مِنكَ مَن لا حَياةَ لَهُ إلّا بِرِزقِكَ، أو كَيفَ يَنجو مِنكَ مَن لا مَذهَبَ لَهُ في غَيرِ مُلكِكَ؟!
سُبحانَكَ! أخشیٰ خَلقِكَ لَكَ أعلَمُهُم بِكَ، وأَخضَعُهُم لَكَ أعمَلُهُم بِطاعَتِكَ، وأَهوَنُهُم عَلَيكَ مَن أنتَ تَرزُقُهُ وهُوَ يَعبُدُ غَيرَكَ.
سُبحانَكَ! لا يَنقُصُ سُلطانَكَ مَن أشرَكَ بِكَ وكَذَّبَ رُسُلَكَ، ولَيسَ يَستَطيعُ مَن كَرِهَ قَضاءَكَ أن يَرُدَّ أمرَكَ، ولا يَمتَنِعُ مِنكَ مَن كَذَّبَ بِقُدرَتِكَ، ولا يَفوتُكَ مَن عَبَدَ غَيرَكَ، ولا يُعَمَّرُ فِي الدُّنيا مَن كَرِهَ لِقاءَكَ.
سُبحانَكَ! ما أعظَمَ شَأنَكَ، وأَقهَرَ سُلطانَكَ، وأَشَدَّ قُوَّتَكَ، وأَنفَذَ أمرَكَ.
سُبحانَكَ! قَضَيتَ عَلیٰ جَميعِ خَلقِكَ المَوتَ؛ مَن وَحَّدَكَ ومَن

1.. الصحيفة السجّادية: ص۲۲۵ الدعاء ۵۳، البلد الأمين: ص۴۹۸.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
152

جَلابيبَ مُخالَفَتِكَ، وتَوَلَّ اُمورَنا بِحُسنِ كِفايَتِكَ، وأَوفِر مَزيدَنا مِن سَعَةِ رَحمَتِكَ، وأَجمِل صِلاتِنا مِن فَيضِ مَواهِبِكَ، واغرِس في أفئِدَتِنا أشجارَ مَحَبَّتِكَ، وأَتمِم لَنا أنوارَ مَعرِفَتِكَ، وأَذِقنا حَلاوَةَ عَفوِكَ ولَذَّةَ مَغفِرَتِكَ، وأَقرِر أعيُنَنا يَومَ لِقائِكَ بِرُؤيَتِكَ، وأَخرِج حُبَّ الدُّنيا مِن قُلوبِنا، كَما فَعَلتَ بِالصّالِحينَ مِن صَفوَتِكَ وَالأَبرارِ مِن خاصَّتِكَ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ، ويا أكرَمَ الأكرَمينَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۱۸

مُناجاةُ المتَذَلِّلينِ

۳۷۱.الإمام زين العابدين علیه السلام:
رَبِّ أفحَمَتني ذُنوبي، وَانقَطَعَت مَقالَتي فَلا حُجَّةَ لي، فَأَنَا الأَسيرُ بِبَلِيَّتي، المُرتَهَنُ بِعَمَلي، المُتَرَدِّدُ في خَطيئَتي، المُتَحَيِّرُ عَن قَصدي، المُنقَطِعُ بي، قَد أوقَفتُ نَفسي مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبينَ، مَوقِفَ الأَشقِياءِ المُتَجَرّينَ عَلَيكَ، المُستَخِفّينَ بِوَعدِكَ.
سُبحانَكَ أيَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَيكَ، وأَيَّ تَغريرٍ غَرَّرتُ بِنَفسي؟!
مَولايَ! ارحَم كَبوَتي لِحُرِّ وَجهي وزَلَّةَ قَدمي، وعُد بِحِلمِكَ عَلیٰ جَهلي، وبِإِحسانِكَ عَلیٰ إساءَتي، فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنبي، المُعتَرِفُ بِخَطيئَتي، وهٰذِهِ يَدي وناصِيَتي أستَكينُ بِالقَوَدِ مِن نَفسي، اِرحَم شَيبَتي ونَفادَ أيّامي، وَاقتِرابَ أجَلي، وضَعفي ومَسكَنَتي، وقِلَّةَ حيلَتي.

1.. بحار الأنوار، ج۹۴ ص۱۵۲ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10780
صفحه از 204
پرینت  ارسال به