151
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

ويا مُغيثَ المَكروبينَ، ويا حِصنَ اللّاجينَ، إن لَم أعُذ بِعِزَّتِكَ فَبِمَن أعوذُ، وإن لَم ألُذ بِقُدرَتِكَ فَبِمَن ألوذُ، وقَد ألجَأَتنِي الذُّنوبُ إلَى التَّشَبُّثِ بِأَذيالِ عَفوِكَ، وأَحوَجَتنِي الخَطايا إلَى استِفتاحِ أبوابِ صَفحِكَ، ودَعَتنِي الإِساءَةُ إلَى الإِناخَةِ بِفِناءِ عِزِّكَ، وحَمَلَتنِي المَخافَةُ مِن نَقِمَتِكَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِعُروَةِ عَطفِكَ، وما حَقُّ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِكَ أن يُخذَلَ، ولا يَليقُ بِمَنِ استَجارَ بِعِزِّكَ أن يُسلَمَ أو يُهمَلَ.
إلٰهي! فَلا تُخلِنا مِن حِمايَتِكَ، ولا تُعرِنا مِن رِعايَتِكَ، وذُدنا عَن مَواردِ الهَلَكَةِ، فَإِنّا بِعَينِكَ وفي كَنَفِكَ ولَكَ، أسأَلُكَ بِأَهلِ خاصَّتِكَ مِن مَلائِكَتِكَ، وَالصّالِحينَ مِن بَرِيَّتِكَ، أن تَجعَلَ عَلَينا واقِيَةً تُنَجّينا مِنَ الهَلَكاتِ، وتُجِنُّنا مِنَ الآفاتِ، وتُكِنُّنا مِن دَواهِي المُصيباتِ، وأَن تُنزِلَ عَلَينا مِن سَكينَتِكَ، وأَن تُغَشِّيَ وُجوهَنا بِأَنوارِ مَحَبَّتِكَ، وأَن تُؤوِيَنا إلیٰ شَديدِ رُكنِكَ، وأَن تَحوِيَنا في أكنافِ عِصمَتِكَ، بِرَأفَتِكَ ورَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۱۷

مُناجاةُ الزّاهِدينَ

۳۷۰.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! أسكَنتَنا داراً حَفَرَت لَنا حُفَرَ مَكرِها، وعَلَّقَتْنا بِأَيدِي المَنايا في حَبائِلِ غَدرِها، فَإِلَيكَ نَلتَجِئُ مِن مَكائِدِ خُدَعِها، وبِكَ نَعتَصِمُ مِنَ الاِغتِرارِ بِزَخارِفِ زينَتِها، فَإِنَّهَا المُهلِكَةُ طُلّا بَهَا، المُتلِفَةُ حُلّالَها، المَحشُوَّةُ بِالآفاتِ، المَشحونَةُ بِالنَّكَباتِ.
إلٰهي! فَزَهِّدنا فيها، وسَلِّمنا مِنها بِتَوفيقِكَ وعِصمَتِكَ، وَانزَع عَنّا

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۵۲ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
150

إلٰهي! بِكَ هامَتِ القُلوبُ الوالِهَةُ، وعَلیٰ مَعرِفَتِكَ جُمِعَتِ العُقولُ المُتَبايِنَةُ، فَلا تَطمَئِنُّ القُلوبُ إلّا بِذكراكَ، ولا تَسكُنُ النُّفوسُ إلّا عِندَ رُؤياكَ، أنتَ المُسَبَّحُ في كُلِّ مَكانٍ، وَالمَعبودُ في كُلِّ زَمانٍ، وَالمَوجودُ في كُلِّ أوانٍ، وَالمَدعُوُّ بِكُلِّ لِسانٍ، وَالمُعَظَّمُ في كُلِّ جَنانٍ، وأَستَغفِرُكَ مِن كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيرِ ذِكرِكَ، ومِن كُلِّ راحَةٍ بِغَيرِ اُنسِكَ، ومِن كُلِّ سُرورٍ بِغَيرِ قُربِكَ، ومِن كُلِّ شُغُلٍ بِغَيرِ طاعَتِكَ.
إلٰهي! أنتَ قُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ: (يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً)۱، وقُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ: (فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ)۲، فَأَمَرتَنا بِذِكرِكَ ووَعَدتَنا عَلَيهِ، أن تَذكُرَنا تَشريفاً لَنا وتَفخيماً وإعظاماً؛ وها نَحنُ ذاكِروكَ كَما أمَرتَنا، فَأَنجِز لَنا ما وَعَدتَنا، يا ذاكِرَ الذّاكِرينَ، ويا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۳

۶ / ۱۱ ـ ۱۶

مُناجاةُ المُعتَصِمينَ

۳۶۹.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، اللّٰهُمَّ يا مَلاذَ اللّائِذينَ، ويا مَعاذَ العائِذينَ، ويا مُنجِيَ الهالِكينَ، ويا عاصِمَ البائِسينَ، ويا راحِمَ المَساكينِ، ويا مُجيبَ المُضطَرّينَ، ويا كَنزَ المُفتَقِرينَ، ويا جابِرَ المُنكَسِرينَ، ويا مَأوَى المُنقَطِعينَ، ويا ناصِرَ المُستَضعَفينَ، ويا مُجيرَ الخائِفينَ،

1.. الأحزاب: ۴۱ ـ ۴۲.

2.. البقرة: ۱۵۲.

3.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۵۱ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10789
صفحه از 204
پرینت  ارسال به