145
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

إلٰهِي! ارحَم عَبدَكَ الذَّليلَ ذَا اللِّسانِ الكَليلِ، وَالعَمَلِ القَليلِ، وَامنُن عَلَيهِ بِطَولِكَ الجَزيلِ، وَاكنُفهُ تَحتَ ظِلِّكَ الظَّليلِ، يا كَريمُ يا جَميلُ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۱۴

مُناجاةُ العارِفينَ

۳۶۶.بحار الأنوار عن نوف البكالي: رَأَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ مُوَلِّيا مُبادِرا، فَقُلتُ: أينَ تُريدُ يا مَولايَ؟
فَقالَ: دَعني يا نَوفُ، إنَّ آمالي تُقَدِّمُني فِي المَحبوبِ. فَقُلتُ: يا مَولايَ وما آمالُكَ؟ قالَ: قَد عَلِمَهَا المَأمولُ، وَاستَغنَيتُ عَن تَبيينِها لِغَيرِهِ، وكَفیٰ بِالعَبدِ أدَباً ألّا يُشرِكَ في نِعَمِهِ وإرَبِهِ غَيرَ رَبِّهِ.
فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنّي خائِفٌ عَلیٰ نَفسي مِنَ الشَّرَهِ، وَالتَّطَلُّعِ إلیٰ طَمَعٍ مِن أطماعِ الدُّنيا.
فَقالَ لي: وأَينَ أنتَ عَن عِصمَةِ الخائِفينَ، وكَهفِ العارِفينَ؟! فَقُلتُ: دُلَّني عَلَيهِ.
قالَ: اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ؛ تَصِلُ أمَلَكَ بِحُسنِ تَفَضُّلِهِ، وتُقبِلُ عَلَيهِ بِهَمِّكَ، وأَعرِض عَنِ النّازِلَةِ في قَلبِكَ، فَإِن أجَّلَكَ بِها فَأَنَا الضّامِنُ مِن مَورِدِها، وَانقَطِع إلَى اللّهِ سُبحانَهُ فَإِنَّهُ يَقولُ: وعِزَّتي وجَلالي! لَاُقَطِّعَنَّ أمَلَ كُلِّ مَن يُؤَمِّلُ غَيري بِاليَأسِ، ولَأَكسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ فِي النّاسِ، ولَاُبَعِّدَنَّهُ مِن قُربي، ولَاُقَطِّعَنَّهُ عَن وَصلي، ولَاَخمِلَنَّ ذِكرَهُ حينَ يَرعیٰ غَيري.
أيُؤَمِّلُ ـــ وَيلَهُ ـــ لِشَدائِدِهِ غَيري، وكَشفُ الشَّدائِدِ بِيَدي؟! ويَرجو سِوايَ

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۹ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
144

۶ / ۱۱ ـ ۱۳

مُناجاةُ المُفتَقِرينَ

۳۶۵.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! كَسري لا يَجبُرُهُ إلّا لُطفُكَ وحَنانُكَ، وفَقري لا يُغنيهِ إلّا عَطفُكَ وإحسانُكَ، ورَوعَتي لا يُسَكِّنُها إلّا أمانُكَ، وذِلَّتي لا يُعِزُّها إلّا سُلطانُكَ، واُمنِيَّتي لا يُبَلِّغُنيها إلّا فَضلُكَ، وخَلَّتي لا يَسُدُّها إلّا طَولُكَ، وحاجَتي لا يَقضيها غَيرُكَ، وكُرَبي لا يُفَرِّجُها سِویٰ رَحمَتِكَ، وضُرّي لا يَكشِفُهُ غَيرُ رَأفَتِكَ، وغُلَّتي لا يُبرِدُها إلّا وَصلُكَ، ولَوعَتي لا يُطفِئُها إلّا لِقاؤُكَ، وشَوقي إلَيكَ لا يَبُلُّهُ إلّاَ النَّظَرُ إلیٰ وَجهِكَ، وقَراري لا يَقِرُّ دونَ دُنُوّي مِنكَ، ولَهفَتي لا يَرُدُّها إلّا رَوحُكَ، وسُقمي لا يَشفيهِ إلّا طِبُّكَ، وغَمّي لا يُزيلُهُ إلّا قُربُكَ، وجُرحي لا يُبرِئُهُ إلّا صَفحُكَ، ورَينُ قَلبي لا يَجلوهُ إلّا عَفوُكَ، ووَسواسُ صَدري لا يُزيحُهُ إلّا أمرُكَ.
فَيا مُنتَهیٰ أمَلِ الآمِلينَ، ويا غايَةَ سُؤلِ السّائِلينَ، ويا أقصیٰ طَلِبَةِ الطّالِبينَ، ويا أعلیٰ رَغبَةِ الرّاغِبينَ، ويا وَلِيَّ الصّالِحينَ، ويا أمانَ الخائِفينَ، ويا مُجيبَ المُضطَرّينَ، ويا ذُخرَ المُعدِمينَ، ويا كَنزَ البائِسينَ، ويا غِياثَ المُستَغيثينَ، ويا قاضِيَ حَوائِجِ الفُقَراءِ وَالمَساكينِ، ويا أكرَمَ الأَكرَمينَ، ويا أرحَمَ الرّاحِمينَ، لَكَ تَخَضُّعي وسُؤالي، وإلَيكَ تَضَرُّعي وَابتِهالي، أسأَلُكَ أن تُنيلَني مِن رَوحِ رِضوانِكَ، وتُديمَ عَلَيَّ نِعَمَ امتِنانِكَ، وها أنَا بِبابِ كَرَمِكَ واقِفٌ، ولِنَفَحاتِ بِرِّكَ مُتَعَرِّضٌ، وبِحَبلِكَ الشَّديدِ مُعتَصِمٌ، وبِعُروَتِكَ الوُثقیٰ مُتَمَسِّكٌ.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10782
صفحه از 204
پرینت  ارسال به