137
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

۶ / ۱۱ ـ ۶

مُناجاةُ العائذينَ

۳۵۷.الإمام عليّ علیه السلامـــ مِمّا كانَ يَدعو بِهِ كَثيرا ـــ:
الحَمدُ لِلِه الَّذي لَم يُصبِح بي مَيِّتاً، ولا سَقيماً، ولا مَضروباً عَلیٰ عُروقي بِسوءٍ، ولا مَأخوذاً بِأَسوَإِ عَمَلي، ولا مَقطوعاً دابِري، ولا مُرتَدّاً عَن ديني، ولا مُنكِراً لِرَبّي، ولا مُستَوحِشاً مِن إيماني، ولا مُلتَبِساً عَقلي، ولا مُعَذَّباً بِعَذابِ الاُمَمِ مِن قَبلي، أصبَحتُ عَبداً مَملوكا ظالِما لِنَفسي، لَكَ الحُجَّةُ عَلَيَّ ولا حُجَّةَ لي، ولا أستَطيعُ أن آخُذَ إلّا ما أعطَيتَني، ولا أتَّقِيَ إلّا ما وَقَيتَني.
اللّٰهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أفتَقِرَ في غِناكَ، أو أضِلَّ في هُداكَ، أو اُضامَ في سُلطانِكَ، أو اُضطَهَدَ وَالأَمرُ لَكَ.
اللّٰهُمَّ اجعَل نَفسي أوَّلَ كَريمَةٍ تَنتَزِعُها مِن كَرائِمي، وأَوَّلَ وَديعَةٍ تَرتَجِعُها مِن وَدائِعِ نِعَمِكَ عِندي.
اللّٰهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ أن نَذهَبَ عَن قَولِكَ، أو أن نُفتَتَنَ عَن دينِكَ، أو تَتابَعَ بِنا أهواؤُنا دونَ الهُدَى الَّذي جاءَ مِن عِندِكَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۷

مُناجاةُ الشّاكِرينَ

۳۵۸.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! أذهَلَني عَن إقامَةِ شُكرِكَ تَتابُعُ طَولِكَ، وأَعجَزَني عَن إحصاءِ ثَنائِكَ فَيضُ فَضلِكَ، وشَغَلَني

1.. نهج البلاغة: الخطبة ۲۱۵، بحار الأنوار: ج۹۴ ص۲۲۶ ح ۱ نقلاً عن الاختيار لابن الباقي.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
136

إلَيكَ، فَلَقَد حَسُنَ ظَنّي بِالتَّوَكُّلِ عَلَيكَ، وإن كانَ جُرمي قَد أخافَني مِن عُقوبَتِكَ، فَإِنَّ رَجائي قَد أشعَرَني بِالأَمنِ مِن نَقِمَتِكَ، وإن كانَ ذَنبي قَد عَرَّضَني لِعِقابِكَ، فَقَد آذَنَني حُسنُ ثِقَتي بِثَوابِكَ، وإن أنامَتنِي الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِكَ، فَقَد نَبَّهَتنِي المَعرِفَةُ بِكَرَمِكَ وآلائِكَ، وإن أوحَشَ ما بَيني وبَينَكَ فَرطُ العِصيانِ وَالطُّغيانِ، فَقَد آنَسَني بُشرَى الغُفرانِ وَالرِّضوانِ.
أسأَ لُكَ بِسُبُحاتِ وَجهِكَ وبِأَنوارِ قُدسِكَ، وأَبتَهِلُ إلَيكَ بِعَواطِفِ رَحمَتِكَ ولَطائِفِ بِرِّكَ، أن تُحَقِّقَ ظَنّي بِما اُؤَمِّلُهُ مِن جَزيلِ إكرامِكَ وجَميلِ إنعامِكَ، فِي القُربیٰ مِنكَ وَالزُّلفیٰ لَدَيكَ، وَالتَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إلَيكَ، وها أنَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ رَوحِكَ وعَطفِكَ، ومُنتَجِعٌ غَيثَ جودِكَ ولُطفِكَ، فارٌّ مِن سَخَطِكَ إلیٰ رِضاكَ، هارِبٌ مِنكَ إلَيكَ، راجٍ أحسَنَ ما لَدَيكَ، مُعَوِّلٌ عَلیٰ مَواهِبِكَ، مُفتَقِرٌ إلیٰ رِعايَتِكَ.
إلٰهي! ما بَدَأتَ بِهِ مِن فَضلِكَ فَتَمِّمهُ، وما وَهَبتَ لي مِن كَرَمِكَ فَلا تَسلُبهُ، وما سَتَرتَهُ عَلَيَّ بِحِلمِكَ فَلا تَهتِكهُ، وما عَلِمتَهُ مِن قَبيحِ فِعلي فَاغفِرهُ.
إلٰهِي! استَشفَعتُ بِكَ إلَيكَ، وَاستَجَرتُ بِكَ مِنكَ، أتَيتُكَ طامِعاً في إحسانِكَ، راغِباً فِي امتِنانِكَ، مُستَسقِياً وابِلَ طَولِكَ، مُستَمطِراً غَمامَ فَضلِكَ، طالِباً مَرضاتَكَ، قاصِداً جَنابَكَ، وارِداً شَريعَةَ رِفدِكَ، مُلتَمِساً سَنِيَّ الخَيراتِ مِن عِندِكَ، وافِداً إلیٰ حَضرَةِ جَمالِكَ، مُريداً وَجهَكَ، طارِقاً بابَكَ، مُستَكيناً لِعَظَمَتِكَ وجَلالِكَ، فَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ مِنَ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ، ولا تَفعَل بي ما أنَا أهلُهُ مِنَ العَذابِ وَالنَّقِمَةِ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۵ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10826
صفحه از 204
پرینت  ارسال به