133
الاعتکاف فی الکتاب و السنّه

إلٰهي! هَل تُسَوِّدُ وُجوهاً خَرَّت ساجِدَةً لِعَظَمَتِكَ؟ أو تُخرِسُ ألسِنَةً نَطَقَت بِالثَّناءِ عَلیٰ مَجدِكَ وجَلالَتِكَ؟ أو تَطبَعُ عَلیٰ قُلوبٍ انطَوَت عَلیٰ مَحَبَّتِكَ؟ أو تُصِمُّ أسماعاً تَلَذَّذَت بِسَماعِ ذِكرِكَ في إرادَتِكَ؟ أو تَغُلُّ أكُفّاً رَفَعَتهَا الآمالُ إلَيكَ رَجاءَ رَأفَتِكَ؟ أو تُعاقِبُ أبداناً عَمِلَت بِطاعَتِكَ حَتّیٰ نَحِلَت في مُجاهَدَتِكَ؟ أو تُعَذِّبُ أرجُلاً سَعَت في عِبادَتِكَ؟
إلٰهي! لا تُغلِق عَلیٰ مُوَحِّديكَ أبوابَ رَحمَتِكَ، ولا تَحجُب مُشتاقيكَ عَنِ النَّظَرِ إلیٰ جَميلِ رُؤيَتِكَ.
إلٰهي! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَوحيدِكَ، كَيفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجرانِكَ؟ وضَميرٌ انعَقَدَ عَلیٰ مَوَدَّتِكَ، كَيفَ تُحرِقُهُ بِحَرارَةِ نيرانِكَ؟
إلٰهي! أجِرني مِن أليمِ غَضَبِكَ، وعَظيمِ سَخَطِكَ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا رَحيمُ يا رَحمٰنُ، يا جَبّارُ يا قَهّارُ، يا غَفّارُ يا سَتّارُ، نَجِّني بِرَحمَتِكَ مِن عَذابِ النّارِ، وفَضيحَةِ العارِ، إذَا امتازَ الأَخيارُ مِنَ الأَشرارِ، وهالَتِ الأَهوالُ، وقَرُبَ المُحسِنونَ، وبَعُدَ المُسيؤونَ، ووُفِّيَت كُلُّ نَفسٍ ما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمونَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۴

مُناجاةُ الرّاجينَ

۳۵۴.المناقب لابن شهر آشوب عن طاووس اليمانيـــ في ذِكرِ أحوالِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ علیه السلام ـــ: رَأَيتُهُ يَطوفُ مِنَ العِشاءِ إلَى السَّحَرِ ويَتَعَبَّدُ، فَلَمّا لَم يَرَ أحَدا رَمَقَ السَّماءَ بِطَرفِهِ وقالَ:
إلٰهي! غارَت نُجومُ سَماواتِكَ، وهَجَعَت عُيونُ أنامِكَ، وأَبوابُكَ مُفَتَّحاتٌ لِلسّائِلينَ، جِئتُكَ لِتَغفِرَ لي وتَرحَمَني وتُرِيَني وَجهَ جَدّي مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و اله في عَرَصاتِ القِيامَةِ.

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۳ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.


الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
132

إلٰهي! أشكو إلَيكَ عَدُوّاً يُضِلُّني، وشَيطاناً يُغويني، قَد مَلَأَ بِالوَسواسِ صَدري، وأَحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبي، يُعاضِدُ لِيَ الهَویٰ، ويُزَيِّنُ لي حُبَّ الدُّنيا، ويَحولُ بَيني وبَينَ الطّاعَةِ وَالزُّلفیٰ.
إلٰهي! إلَيكَ أشكو قَلباً قاسِياً، مَعَ الوَسواسِ مُتَقَلِّباً، وبِالرَّينِ وَالطَّبعِ مُتَلَبِّساً، وعَيناً عَنِ البُكاءِ مِنَ خَوفِكَ جامِدَةً، وإلیٰ ما يَسُرُّها طامِحَةً.
إلٰهي! لا حَولَ لي ولا قُوَّةَ إلّا بِقُدرَتِكَ، ولا نَجاةَ لي مِن مَكارِهِ الدُّنيا إلّا بِعِصمَتِكَ، فَأَسأَ لُكَ بِبَلاغَةِ حِكمَتِكَ، ونَفاذِ مَشِيَّتِكَ، أن لا تَجعَلَني لِغَيرِ جودِكَ مُتَعَرِّضا، ولا تُصَيِّرَني لِلفِتَنِ غَرَضاً، وكُن لي عَلَى الأَعداءِ ناصِراً، وعَلَى المَخازي وَالعُيوبِ ساتِراً، ومِنَ البَلايا واقِياً، وعَنِ المَعاصي عاصِماً، بِرَأفَتِكَ ورَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.۱

۶ / ۱۱ ـ ۳

مُناجاةُ الخائِفينَ

۳۵۳.الإمام زين العابدين علیه السلام:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ، إلٰهي! أتَراكَ بَعدَ الإِيمانِ بِكَ تُعَذِّبُني؟ أم بَعدَ حُبّي إيّاكَ تُبَعِّدُني؟ أم مَعَ رَجائي لِرَحمَتِكَ وصَفحِكَ تَحرِمُني؟ أم مَعَ استِجارَتي بِعَفوِكَ تُسلِمُني؟ حاشا لِوَجهِكَ الكَريمِ أن تُخَيِّبَني، لَيتَ شِعري، ألِلشَّقاءِ وَلَدَتني اُمّي أم لِلعَناءِ رَبَّتني؟! فَلَيتَها لَم تَلِدني ولَم تُرَبِّني، ولَيتَني عَلِمتُ أمِن أهلِ السَّعادَةِ جَعَلتَني؟ وبِقُربِكَ وجِوارِكَ خَصَصتَني؟ فَتَقِرَّ بِذٰلِكَ عَيني، وتَطمَئِنَّ لَهُ نَفسي.

1.. بحار الأنوار: ج۹۴ ص۱۴۳ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب.

  • نام منبع :
    الاعتکاف فی الکتاب و السنّه
    سایر پدیدآورندگان :
    محمد محمدی ری شهری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1396
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10764
صفحه از 204
پرینت  ارسال به